واشنطن – (رياليست عربي). قالت نائبة الرئيس الأميركي السابقة كامالا هاريس إن رفضها سماع كلمة “لا” كان أحد المبادئ الحاسمة في مسيرتها المهنية، إذ ساعدها هذا الإصرار على الانتقال من مدعية عامة شابة في كاليفورنيا إلى أن تصبح أول امرأة سوداء وجنوب آسيوية تتولى منصب نائب رئيس الولايات المتحدة.
وفي حديثها عبر بودكاست Diary of a CEO مع المذيع البريطاني ستيفن بارتليت، استذكرت هاريس سنواتها الأولى في العمل العام، ووصفت نفسها في سن الخامسة والعشرين بأنها كانت “جريئة لا تعرف الخوف”.
وقالت هاريس: «لم أسمع يومًا عبارة “لا يمكن فعل ذلك”». وتابعت متذكرة أول قضية تولتها كمدعية عامة: «كان مساء يوم جمعة، واعتُقلت امرأة شابة لديها أطفال. كانت المحاكم تغلق، وتوسلت إلى القاضي أن يعود إلى المنصة لأن بقاءها في السجن طوال عطلة نهاية الأسبوع كان ظلمًا. الجميع قالوا لي: لقد غادر القاضي. لكنني رفضت المغادرة — وفي النهاية استُدعيت القضية».
وأضافت أن هذا الإصرار نفسه رافقها في كل مراحل صعودها السياسي — من المدعية العامة في سان فرانسيسكو إلى المدعي العام لولاية كاليفورنيا، ثم عضوًا في مجلس الشيوخ، وأخيرًا نائبًا للرئيس جو بايدن (2021–2025).
وقالت: «عدم سماع كلمة “لا” كان الخطّ الرابط في حياتي. لا أرتاح لفكرة أن شيئًا ما مستحيل — إلا بعد أن أحاول إثبات العكس».
في عام 2024، أصبحت هاريس المرشحة الديمقراطية للرئاسة بعد انسحاب بايدن من السباق، لكنها خسرت الانتخابات أمام دونالد ترامب.
«القليل من التواضع أمر جيد»
تطرقت هاريس أيضًا إلى ما يُعرف بـ**“متلازمة الدخيل”** (imposter syndrome)، مستذكرة اللحظة التي أدت فيها اليمين كمدعية عامة عام 2004.
وقالت: «أتذكر أنني جلست في مكتبي وقلت في نفسي: يا إلهي، أنا الآن المدعية العامة المنتخبة لإحدى كبريات المدن الأميركية. كان شعورًا متواضعًا للغاية».
وأكدت هاريس أن الشك الذاتي لا يعني الضعف، بل قد يكون دليلًا على الوعي بالمسؤولية.
وأضافت: «هناك جانب إيجابي في قدر من التواضع. عندما يمنحك الناس سلطة كبيرة، يجب أن تفهم أن الأمر ليس عنك، بل عن الآخرين. أعتقد أن متلازمة الدخيل تعكس هذا الوعي — أن المهمة جدية وتخص الناس».
واختتمت هاريس حديثها بنصيحة للشباب قائلة:
«عندما أوجّه النصح للآخرين أقول لهم: لا تحددوا لأنفسكم سقفًا بناءً على ضعف خيال الآخرين في رؤيتكم. تلك حدودهم — لا تجعلوها حدودكم».





