واشنطن – (رياليست عربي). خرج عشرات الآلاف من الأميركيين إلى الشوارع في مختلف الولايات يوم السبت في مظاهرات واسعة حملت عنوان «لا ملوك» (No Kings) احتجاجاً على ما وصفوه بـ«نزعة استبدادية متنامية» في إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وشهدت البلاد أكثر من 2600 تجمع ومسيرة من العاصمة واشنطن إلى بلدات صغيرة في الغرب الأوسط، في ثالث موجة احتجاجات كبرى منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. ورفع المشاركون لافتات كتب عليها: «لا شيء أكثر وطنية من الاحتجاج» و «قاوموا الفاشية».
أزمة سياسية وشلل حكومي
تزامنت المظاهرات مع الإغلاق الحكومي الذي دخل أسبوعه الثالث، ما أدى إلى شلل مؤسسات فيدرالية وزيادة الانقسام السياسي داخل الكونغرس.
في واشنطن، بوسطن، نيويورك، وشيكاغو، سار المتظاهرون مرددين الأناشيد ووقعوا على لافتة ضخمة كُتب عليها «نحن الشعب»، مقتبسة من ديباجة الدستور الأميركي. وفي بورتلاند بولاية أوريغون، ارتدى بعض المحتجين أزياء ضفادع مطاطية، رمزاً معروفاً في ثقافة الاحتجاج بالمدينة.
رد ترامب وحلفائه
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز الجمعة، قال ترامب: «يقولون إنهم يصفونني بالملك. أنا لست ملكاً»، قبل مغادرته إلى منتجعه مار ألاغو لحضور فعالية لجمع التبرعات. ولاحقاً، نشر حساب حملته فيديوً ساخراً يُظهر ترامب مرتدياً زي ملك يلوّح من شرفة قصر.
ووصف قادة الحزب الجمهوري الاحتجاجات بأنها «مسيرات كراهية ضد أميركا». واتهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون المشاركين بأنهم «ماركسيون وأنصار لحركة أنتيفا»، محمّلاً إياهم مسؤولية الأزمة الميزانية الجارية.
في المقابل، اعتبر الديمقراطيون أن المظاهرات تمثل «رسالة وحدة» بعد أشهر من الانقسامات الداخلية. وقال السيناتور بيرني ساندرز أمام حشد في واشنطن: «هذه هي أميركا التي تنهض لتقول: الشعب هو من سيحكم، لا رجل واحد».
سلمية واحتجاج ساخر
في برمنغهام (ألاباما)، تجمع أكثر من 1500 شخص مستحضرين إرث المدينة في حركة الحقوق المدنية. وقالت جيسيكا يوذر، وهي أم لأربعة أطفال: «يبدو أننا نعيش في أميركا لم أعد أتعرف عليها».
ورغم الحدة السياسية، أكدت الشرطة في المدن الكبرى عدم تسجيل أي اعتقالات، فيما وصف المتظاهرون التجمعات بأنها سلمية واحتفالية، تخللتها موسيقى وأزياء ساخرة من «مسرح الإدارة السياسية».
وقال أحد المحتجين في واشنطن، غلين كالبو: «كثير مما نراه من هذه الإدارة عبثي وغير جاد. نحن نردّ بنفس الروح، لكن بهدف واضح».
ويرى منظمو حركة «لا ملوك» أن هدفهم يتجاوز الخلاف الحزبي، مؤكدين أن تحركهم يسعى إلى إعادة التوازن الديمقراطي ومواجهة ما يعتبرونه تآكلاً للحكم الدستوري في الولايات المتحدة.






