لندن – (رياليست عربي). كشفت منظمة «أنقذوا الأطفال» في تقريرها السنوي الصادر يوم الثلاثاء أن طفلًا واحدًا من كل خمسة أطفال حول العالم — أي نحو 520 مليون طفل — عاش في مناطق نزاع نشط خلال عام 2024، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق للسنة الثالثة على التوالي.
وسجل التقرير 41,763 انتهاكًا جسيمًا ضد الأطفال العام الماضي، بزيادة بلغت 30% عن عام 2023، ما يعني أن 78 طفلًا في المتوسط يوميًا قُتلوا أو أُصيبوا أو اختُطفوا أو جُنّدوا من قبل جماعات مسلحة أو تعرضوا لانتهاكات جنسية.
وقالت المنظمة إن النشوء في بيئات عسكرية يجبر الأطفال على ترك الدراسة والنزوح ويعرضهم لصدمات بدنية ونفسية طويلة الأمد.
وصرحت المديرة التنفيذية للمنظمة إنغر آشينغ بأن «هذا الارتفاع الكبير في الانتهاكات الجسيمة لا يعكس فقط زيادة تعرض الأطفال للحروب، بل أيضًا تآكلًا خطيرًا في المعايير الدولية التي وُضعت لحمايتهم من الأذى».
وأضافت: «الاعتماد على الحلول العسكرية والأمنية وحدها فشل في حماية الأطفال من أبشع الانتهاكات».
الإنفاق العسكري يرتفع… والسلام يتراجع
وأظهر التقرير وجود 61 صراعًا قائمًا بين دول في عام 2024، أي أن أحد أطراف كل صراع كان حكومة وطنية. ورغم هذا الحجم من العنف، لم يُخصص سوى أقل من 2% من التمويل الأمني العالمي لمشاريع بناء السلام أو حفظه، بينما ارتفع الإنفاق العسكري العالمي إلى مستوى قياسي بلغ 2.7 تريليون دولار، بزيادة تفوق 9%، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
وحدّد التقرير إفريقيا كالقارة التي تضم أكبر عدد من الأطفال المتأثرين بالنزاعات — 218 مليون طفل — متجاوزة الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ عام 2007.
فلسطين تتصدر قائمة الانتهاكات
وبحسب المنظمة، سجلت الأراضي الفلسطينية المحتلة العدد الأعلى من الانتهاكات الموثقة، إذ كان طفل من كل ثلاثة أطفال قُتلوا أو جُرحوا في الحروب عام 2024 فلسطينيًا.
وأشارت البيانات إلى أن أكثر من نصف إجمالي الانتهاكات ضد الأطفال وقعت في فلسطين وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا والصومال، وهو ما وصفته المنظمة بـ «انهيار الحدود الأخلاقية والقانونية» في الحروب الحديثة.





