لندن – (رياليست عربي). قبل نحو 25 عاماً، اشترى البريطاني أول نسخة من لعبة «مونوبولي» — النسخة الكلاسيكية الشهيرة التي يظهر على غلافها السيد «مونوبولي» وهو يرفع قبعته — كتذكار بسيط في عطلة. لم يكن يعلم حينها أن هذه الخطوة ستتحول إلى هوس جمع الآلاف من الإصدارات حول العالم، وأنه سيحطم أربع مرات الرقم القياسي العالمي في موسوعة غينيس.
ففي العام الماضي، أمضى مفتشو موسوعة غينيس للأرقام القياسية يوماً كاملاً في عدّ مجموعته داخل مستودع ضخم في مقاطعة ميدلسكس. وبنهاية اليوم، أعلنوا رسمياً أنه يمتلك 4,379 إصداراً مختلفاً من لعبة «مونوبولي» — وهو الرقم القياسي الرابع الذي يحققه لنفسه.
هوس البحث عن الإصدارات النادرة
يقول جامع الألعاب إن شغفه ليس في اللعب، بل في البحث عن الإصدارات النادرة. فالدول والشركات والمدن تُصدر نسخاً خاصة بها بشكل مستمر، وهو يسعى وراء الإصدارات القصيرة الإنتاج أو التي تُباع حصرياً في الفنادق. من أبرز مقتنياته نسخة فندق «بارك حياة سيدني»، التي لا يمكن الحصول عليها إلا للنزلاء المقيمين فيه.
خلال أكثر من ربع قرن، أنفق الرجل نحو 400 ألف جنيه إسترليني لبناء مجموعته. وقد مكّنه عمله الطويل في شركة الشحن العالمية DHL من تمويل هذه الهواية. أما أغلى قطعة يملكها فهي نسخة فضية من إصدار لندن، مصنوعة من الفضة الحقيقية وتُقدر قيمتها الأصلية بـ 2,500 جنيه إسترليني، لكنه اشتراها بسعر أقل عبر موقع eBay.
ويحتفظ بمعظم الصناديق مغلقة قائلاً: «بمجرد فتح اللعبة تفقد 90% من قيمتها. لو امتلكت سيارة رولز رويس، لما قدتها في الوحل — هذا هو موقفي من مجموعتي».
من الأسواق الشعبية إلى المزادات الإلكترونية
بدأت رحلته في أوائل الألفية بزيارة أسواق المستعمل والمزادات الصغيرة، قبل أن يمتد بحثه مع ظهور الإنترنت إلى جميع أنحاء العالم — من اليابان إلى البرازيل والولايات المتحدة. ويقول: «اخترت مونوبولي لأنها لعبة عالمية يعرفها الجميع، وهي متعة لا تنتهي في البحث عن إصدار جديد».
اليوم، يحتفظ بجميع الصناديق في مستودع كبير في آشفورد قرب لندن بعدما ضاق منزله بها. ويعترف ضاحكاً بأن صديقته تراه «مجنوناً»، لكنه لا يفكر بالتوقف.
شغف يتحول إلى شهرة
رغم أنه نادراً ما يفتح الصناديق، فإنه لا يزال يستمتع أحياناً بلعب جولات مع الأصدقاء. وقد جلب له شغفه هذا شهرة غير متوقعة، من مقابلات تلفزيونية وإذاعية إلى زيارات لمصنع اللعبة نفسه، وحتى الظهور في برامج بريطانية مثل Bargain Hunt.
ويقول إنه التقى مئات المعجبين والهواة من مختلف أنحاء العالم: «بعضهم سافر إلى المملكة المتحدة خصيصاً لرؤية المجموعة، نلتقط الصور مع شهادات غينيس ونقضي اليوم في جولة بلندن».
ويواصل الآن بحثه عن نسخة «حديقة حيوان توي كروس» وعن إصدار الذكرى التسعين للعبة مونوبولي، الذي طُرح في الولايات المتحدة بعدد لا يتجاوز 600 نسخة فقط. هدفه التالي: بلوغ 5,000 إصدار بحلول الذكرى المئوية للعبة عام 2035، على أمل أن «يُعرض كامل الإرث في متحف عام» ليشاهده العالم.






