أورينبورغ – (رياليست عربي). استضاف معهد أورينبورغ اللاهوتي في 29 أكتوبر 2025 محاضرة ألقاها البروفسور ألكسندر دفوركين، دكتوراه في اللاهوت وأستاذ جامعي، ضمن فعاليات القراءات الأوراسية الثامنة عشرة لعيد الميلاد الإلهي، تناول فيها انتشار الحركات الوثنية الجديدة في روسيا والتحديات التبشيرية التي تطرحها أمام الكنيسة الأرثوذكسية.
في مستهل محاضرته، قدّم دفوركين مثالًا عن ناتاليا (رادفيدا) بوكлонسكايا، واصفًا إياها بأنها من أبرز المروّجين للأيديولوجيا الوثنية الجديدة التي تدعو إلى «عبادة الأجداد» و«الوثنية السلافية» المزعومة.
وقال دفوركين: «الوثنية الحديثة بناء مصطنع بالكامل، فنحن لا نعرف إلا أسماء قليلة من الآلهة القديمة، أما الباقي فمجرد إعادة تركيب أو اختراع متأخر».
تفنيد الأساطير الوثنية المعاصرة
وخلال الجزء الأول من المحاضرة، فنّد العالم اللاهوتي عدة أساطير شائعة لدى الحركات الوثنية الحديثة، منها خرافة «معمودية الروس الدموية»، وادعاء أصالة «كتاب فيليس»، واتهام المسيحية بإبادة الثقافة الشعبية القديمة. وأكد دفوركين أن الشعب الروسي كان مسيحيًا منذ بدايات تشكّله التاريخي، وأن الوثنية اقتصرت على بعض القبائل السلافية قبل التنصير.
الوثنية الجديدة: قومية بيئية الطابع ومحدودة الانتشار
وفي القسم الثاني من اللقاء، أجاب دفوركين عن أسئلة تتعلق بطرق مواجهة الطوائف الوثنية، مشيرًا إلى أن هذه الحركات تنقسم إلى تيارين رئيسيين: القومي الراديكالي والروحي البيئي، وأن عدد أعضائها النشطين لا يتجاوز عشرة آلاف شخص. لكنه حذّر في الوقت نفسه من أن الرؤية الوثنية الجديدة أصبحت أكثر حضورًا في المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والخطاب الثقافي والإعلامي.
حضر الفعالية المطران بطرس مطران أورينبورغ وساركتاش، والأب بطرس بانوف، رئيس المعهد، والأب فاديم تاتوس، والأب الجورجي غورلوف، والأب أرتيمي شاتوف، إلى جانب عدد من الأساتذة والطلاب والعاملين في المعهد.
واختتم دفوركين محاضرته بدعوة رجال الدين والمعلمين إلى تكثيف العمل التبشيري والتربوي لمواجهة الخطابات الزائفة المعادية للمسيحية والقراءات المزيفة للتاريخ الروسي، مؤكدًا أن الحقيقة المسيحية هي الضمان الوحيد للحفاظ على هوية الأمة الروحية.





