موسكو – (ريالست عربي): لم يكن الحديث عن الدين ضمن الحياة السياسية في شرق أوروبا منهجاً يتم اعتماده من قبل الحكومات ولا حتى من قبل الكنائس ذاتها التي كانت تعتز بوحدتها المذهبية ” الأرثوذكسية”، لكن الأحداث السياسية الراهنة والحرب في أوكرانيا، ألقت بظلالها على ذلك.
في هذا السياق قال فرع من الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية إنه سيستقل عن الكنيسة الروسية بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث كانت كييف قد حصلت على إذن من الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم بتأسيس كنيسة مستقلة عن موسكو في عام 2019 مما أنهى بشكل كبير علاقات دينية استمرت قرونا بين البلدين.
ومع ذلك اختارت كثير من الأبرشيات، خاصة في شرق أوكرانيا، البقاء تحت مظلة كنيسة بطريركية موسكو الأرثوذكسية الأوكرانية. وبعد اجتماع لقيادتها قالت كنيسة بطريركية موسكو الأرثوذكسية الأوكرانية إنها ستعلن “استقلالها الكامل” عن روسيا.
وقالت في بيان صدر في وقت متأخر يوم الجمعة 2022-05-27 “وافق المجلس على الإضافات والتغييرات اللازمة في النظام الأساسي لإدارة الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية فيما يعني كامل الحكم الذاتي والاستقلال للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية”.
اللافت في بيان بطريركية موسكو الأرثوذكسية الأوكرانية أنه كان سياسياً بامتياز، حيث سمى العملية الروسية غزواً وأدانه، وبل ووصل الانقسام والخلاف إلى حد انتقاد موقف رئيس الكنيسة الروسية الذي دعم عملية بلاده ضد من يُسمون بالقوميين المناهضين لروسيا.
في عام 2020 أظهر مسح أجراه مركز رازومكوف الذي يتخذ من كييف مقرا له أن 34 في المئة من الأوكرانيين عرفوا أنفسهم بأنهم من رعايا الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الرئيسية بينما قال 14 في المئة إنهم أعضاء في كنيسة بطريركية موسكو الأرثوذكسية الأوكرانية، وهذا يعطي مؤشر على تنامي مناخ جديد في أوكرانيا، غير الذي عُرف تاريخياً بين روسيا وأوكرانيا، ما يعني أنه تم العمل على ترسيخ النزعة الأوكرانية كهوية مختلفة عن السوفييتية عموماً والروسية خصوصاً.