موسكو – (رياليست عربي): في ظل التصاعد الأخير للتوترات بين إيران وإسرائيل، قامت شركات السياحة الروسية بإجلاء معظم السياح الروس من كلا البلدين بشكل عاجل. وفقاً لأحدث التقارير، تم تنفيذ عمليات الإجلاء عبر رحلات جوية خاصة وبالتنسيق الكامل مع السلطات المحلية، حيث شملت مئات السياح الذين كانوا يقضون عطلاتهم في مختلف مناطق إيران وإسرائيل.
أصدرت وزارة الخارجية الروسية تحذيرات رسمية لمواطنيها تنصح بعدم السفر غير الضروري إلى هذين البلدين في الوقت الحالي، كما أوصت الرعايا الروس الموجودين هناك بمغادرتهم فوراً. هذه الإجراءات الاحترازية جاءت نتيجة التدهور السريع للأوضاع الأمنية في المنطقة وارتفاع مخاطر السفر.
تسببت هذه الأحداث في خسائر مادية كبيرة لقطاع السياحة، حيث اضطرت الشركات إلى إلغاء آلاف الحجوزات واسترداد مبالغ كبيرة للمسافرين، كما تأثرت الفنادق والمنشآت السياحية في إيران وإسرائيل بشكل كبير، خاصة تلك التي كانت تعتمد بشكل أساسي على السياح الروس.
يتوقع خبراء السياحة أن يكون لهذا التصعيد آثار طويلة الأمد على القطاع السياحي في المنطقة. فبالإضافة إلى الخسائر الفورية، من المرجح أن تشهد هذه الوجهات انخفاضاً حاداً في أعداد الزوار خلال الفترة القادمة، حتى بعد استقرار الأوضاع الأمنية. كما أن السمعة السياحية للمنطقة كوجهة آمنة قد تضررت بشكل كبير، وهو ما قد يستغرق سنوات لإصلاحه.
في المقابل، تشهد بعض الوجهات السياحية البديلة مثل تركيا ودول الخليج وجنوب شرق آسيا إقبالاً متزايداً من السياح الروس الذين يبحثون عن بدائل آمنة. وقد سارعت العديد من شركات السياحة الروسية إلى تعديل برامجها السياحية وتوجيه زبائنها نحو هذه الوجهات الأكثر استقراراً.
في الختام، بينما تستمر الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة، يبقى قطاع السياحة من أكثر القطاعات تأثراً بهذا التصعيد، يتطلب التعافي الكامل لهذا القطاع الحيوي ليس فقط تحسناً في الأوضاع الأمنية، ولكن أيضاً جهوداً مكثفة لاستعادة الثقة في هذه الوجهات السياحية التقليدية.