موسكو – (رياليست عربي): تمكن فريق من العلماء للمرة الأولى في التاريخ من رصد منطقة قطبية ضيقة وغامضة على سطح الشمس، وذلك باستخدام البيانات المتطورة التي زودهم بها المرصد الأوروبي “سولار أوربيتر” (Solar Orbiter). وكشفت الملاحظات أن هذه المناطق، التي تقع بالقرب من الأقطاب الشمسية، تتميز بخصائص فريدة، أبرزها درجات حرارة منخفضة نسبيًا مقارنةً بالمناطق المحيطة، بالإضافة إلى وجود حقول مغناطيسية شديدة القوة.
ويعتقد الباحثون أن دراسة هذه الظاهرة قد تفتح أبوابًا جديدة لفهم أكثر عمقًا للديناميكيات المعقدة التي تحكم نشاط الشمس، خاصةً فيما يتعلق بتكوين العواصف الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية.
كما أشار الخبراء إلى أن هذه المناطق القطبية الضيقة قد تكون عاملاً محوريًا في تشكيل الرياح الشمسية، وهي تيارات من الجسيمات المشحونة التي تنبعث من الشمس وتؤثر بشكل مباشر على “الطقس الفضائي” في النظام الشمسي، مما قد يعرض الأقمار الصناعية والاتصالات الأرضية وحتى رواد الفضاء للخطر.
ومن المتوقع أن تستمر المهمات العلمية، مثل “سولار أوربيتر” ومرصد “باركر سولار بروب” التابع لوكالة ناسا، في جمع المزيد من البيانات حول هذه المناطق، مما قد يساعد في تطوير نماذج أكثر دقة للتنبؤ بالظواهر الشمسية المدمرة.
وتعد هذه الاكتشافات خطوة مهمة نحو فك ألغاز النجم الأقرب إلينا، والذي لا يزال يخفي العديد من الأسرار تحت سطحه الملتهب.