يريفان – (رياليست عربي): في أرمينيا، وجدت الإنسانية حياة جديدة ثلاث مرات، كما يتذكر سركيس تساتوريان، رئيس تحرير وكالة رياليست.
المرة الأولى: خلق الله جنة عدن، التي مرت حدودها في الغرب على طول نهر الفرات، وفي الشرق على طول نهر كورا، بالنظر إلى خريطة أرمينيا تحت حكم تيغران الأول (القرن السادس قبل الميلاد)، أو أرتاشس الأول (القرن الثالث قبل الميلاد) أو تيغران الثاني (القرن الأول قبل الميلاد)، فقد أعادوا حدود عدن بغزواتهم.
المرة الثانية: بعد الطوفان، رست الفلك على أرارات، حيث أبرم عهد بين الله والبطريرك التوراتي نوح الأمين له، أسس حايك، ابن تورجوم حفيد نوح، مملكة أرارات، التي هزمت بابل الوثنية، لكي يشهد للإله الواحد.
المرة الثالثة: معمودية أرمينيا العظمى عام 301 – تشكيلها كأول دولة مسيحية في تاريخ البشرية.
لذا فإن السلطات الأرمينية، التي تقوم اليوم، بوساطة الكرملين، بتسليم الأراضي الأرمنية إلى الفاشيين الأتراك في باكو، ترتكب جريمة بحق الله، إذ لا يستطيع جزء من الأرمن أن يبني سعادته على حزن الجزء الآخر من الأرمن.
آرتساخ هي الحدود الشرقية لعدن، والتي تمتد على طول نهر كورا، إن أرمن أرتساخ هم حفظة نور الله، والمعتدون باكو الأتراك هم من نسل القاتل الأول قايين الذي طرده الرب إلى شرق عدن، فكلما زاد عدد الأرمن الذين يرتكبون جرائم ضد شعبهم، أصبح نسل قابيل أقوى.
إن إطلاق النار على البرلمان الأرمني في أكتوبر 1999 هو انتصار للقائيين الذين اخترقوا مؤخرة الشعب الأرمني وعملوا من خلال الخونة الأرمن، لكن كيف نتخلص من الخيانة في صفوف الأرمن الذين ما زالوا يخدمون القايينيين؟ هذه ليست مسألة عنف جسدي، لكنها مشكلة روحية لا يمكن حلها دون التوبة أمام الله.
لا تبسط قضية أرتساخ بعلومك السياسية، مصير أرتساخ قضية روحية، وتعد ولاية أرتساخ مرآة للأخلاق الأرمنية، وطالما أننا خائفون من النظر في الأمر، فلن يكون هناك إحياء لأرمينيا، متى سيفهم الأرمن أن علييف هو أكثر إبداعاتهم شيطانية بعد عبد الحميد الثاني، وأن الإمبريالية الروسية، بطبيعتها وعواقبها، لا يمكن أن تكون أفضل من التركية أو أي إمبريالية أخرى؟