واشنطن – (رياليست عربي): يبدو أن العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية هي أحد أسس الحكم في بلاد تدعي الديمقراطي، ولكن ما يعتبر استهدافا من أحد أهم السلطات لفئة من المواطنين بسبب لون أو عرق وهي السلطة القضائية التي يعتبر دورها وهدفها الأول هو تحقيق العدل، بات ملحوظا ويتضح يوما بعد يوم.
ليس غريبا أن يتعرض المتابعون من حين إلى أخر، لأخبار تتعلق بأن القضاء الأمريكي توصل إلى براءة شخص قضى أكثر من 40 عاما بتهم قتل أو اغتصاب في السجن أي ضاع ريعان شبابه ومستقبله وأحلام عمره بسبب تصيد أو عنصرية من قاض ساند تحريات كاذبة أو غير دقيقة لضابط شرطة هو الآخر يمتلك في داخله عنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء أو من هم من عرق قد يحمل القاضي أو ضابط التحريات بداخله كرها لهذا العرق أو اللون.
والغريب أن نسبة هي العظمى والأغلبية ممن يقضون أكثر من ربع قرن من حياتهم وراء القضبان في السجون الأمريكية ثم تتضح برائتهم، يتم الاكتشاف من صورهم أنهم أصحاب بشرة لونها أسود.
في الساعات الأخيرة، ظهرت براءة الأمريكية، ” لامار جونسون” الذي قضى أكثر من نصف حياته في السجن بسبب تهمة بقتل صديقه “ماركوس بويد” في عام 1994، وقال القاضي في ولاية ميسوري الأمريكية، ديفيد ماسون، إن هناك أدلة موثوقة للغاية على أن “جونسون” بربيء .
وبحسب تقارير فإن مكتب المدعى العام الذي يقوده “الجمهوريون” كافح لإبقائه “جونسون” محبوسا، وبالطبع من المتبع أن الجهاز القضائي في الولايات المتحدة، يحتوي على أعضاء ذو توجه كبير للحزب الجمهوري
ومن أشهر من تعرضوا لنفس ما حدث لـ ” جونسون” خلال أخر خمس سنوات فقط، وبالطبع هنا لسنا بصدد حصر دقيق، ولكن كانت حكاية “موريس هاستينجز” بعد أن قضى ما يقرب من 40 عاما خلف القضبان في جريمة لم يقترفها، بتهمة قتل لم يرتكبها، بعد أن أظهرت اختبارات الحمض النووي “دي.إن.إيه” براءته، حيث كان “هاستينجز” البالغ من العمر 69 عاما، قضى أكثر من 38 عاما في سجن في كاليفورنيا، بتهمة قتل “روبرتا وايدرماير” عام 1983، وارتكابه محاولتي قتل.
وكان من الممكن أن يصل “هاستينغز” إلى البراءة من هذه التهمة منذ 23 عاما، حيث طلب في عام 2000، اختبار الحمض النووي “دي.إن.إيه” لإثبات براءته، لكن تم رفض طلبه ، ليتم مؤخرا اكتشاف أن دليل الحمض النووي، من وقت جريمة القتل، تطابق مع رجل، توفي في عام 2020، بينما كان يقضي “هاستينغز” العقوبة، بسبب جريمة خطف واغتصاب منفصلة.
ويعتبر حال “هاستينجز” مثل “كورتيس كروسلاند” صاحب الـ 60 عاما الذي أطلقت السلطات الأمريكية سراحه مؤخرا، حيث أدين ظلما بارتكاب جريمة قتل، ليقضي 3 عقود خلف القضبان، وبحسب تقارير فإن “كروسلاند” من ولاية بنسلفانيا قد ثبتت براءته بعدما تراجع الشاهدان الرئيسيان في القضية عن أقوالهم، والتي كانت تشير إلى تورطه في جريمة قتل، وجاء تراجع الشهود بعد خروج ضابط التحريات إلى المعاش وفقدانهم لسلطتهم البوليسية.
بينما كان وضع الأمريكي “كيفن ستريكلاند” أسوأ بعد البراءة من تهمة السطو والقتل بعدما مضي 42 عاما قضاها خلف قضبان السجن حيث كان ينفذ حكماً بالسجن المؤبد عن تلك التهمة التي أُدين خطأً بارتكابها، ليقول “ستريكلاند” صاحب الـ 62 عاما بعدما غادر المحكمة: “لم أكن أعتقد أن هذا اليوم سيأتي”.
ويعد هذا أطول سجن غير مشروع، كما أنه يعد سابع أطول حكم قضائي خاطئ تم التراجع عنه في الولايات المتحدة، وكان “ستريكلاند” أدين بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط قبل إنقضاء 50 عاما، بعدما أدين باشتراكه في جريمة سطو وقتل في منزل بمدينة كانساس في أبريل من العام 1978.
قائمة طويلة لا تنتهي يوجد لأبطالها قصص غريبة يوضح فضائح ليس لها شكل للقضاء الأمريكي ولكن لها استهداف من غالبية القضاء أو المحققين الشرطيين لأصحاب اللون الأسود من بينهم “روجر لوغان” و”كورتيس كروسلاند” و “جوني تولبير” و”عدنان سيد” فضلا عن عشرات آلاف أخرين في تاريخ أمريكا صاحبة ميثاق العدل المزيف.