القاهرة – (رياليست عربي): ما زالت مصر متواجدة بشكل قوي، داخل ما تبقى من الأسرة الملكية في إيران التي نزلت عن الحكم بسقوط نظام “الشاه” الإمبراطور محمد رضا بهلوي، في 16 يناير 1979، عندما أرغم على مغادرة البلاد على إثر اضطرابات شعبية هائلة ومظاهرات عارمة في العاصمة طهران، هيمن عليها الإمام الخميني وأنصاره لتصبح ما يعرف تاريخيا بـ”الثورة الإسلامية”.
ويظهر ارتباط عائلة “الشاه” بمصر، عندما نشرت الأميرة إيمان بهلوي، كريمة الأبن الأكبر لشاه إيران محمد رضا بهلوي من زوجته الأخيرة فرح ديبا وولي عهده، صوراً وفيديوهات لأسرة “الشاه” المتبقية على قيد الحياة، والتي كان منهم خلال الزيارة إلى النصب التذكاري للرئيس المصري الأسبق أنور السادات، الأمبراطورة الأخيرة “فرح” ونجلها “رضا” وزوجته “ياسمين” وبناته ومنهم “إيمان” التي نشرت أيضا فيديوهات لزيارة العائلة ضريح “الشاه” في مسجد الرفاعي بقلب العاصمة المصرية في الذكرى الـ42 لوفاته.
ويعتبر “رضا” أخر ولي عهد لإيران وكان يسمى بـ”رضا بهلوي الثاني” ولد في مدينة طهران في 31 أكتوبر 1960، وكان في الولايات المتحدة الأمريكية أثناء اندلاع الثورة الشعبية التي أصبحت فيما بعد ما يعرف بـ”الثورة الإسلامية” عام 1979 ،وحاول والده “الشاه” الذهاب إلى أوروبا ، لكن حلفاءه من الدول رفضوا استقبال طائرته ، لترحب القيادة السياسية في مصر “السادات” وقتئذ كنوع من “رد الجميل” حيث ذكر أن شاه إيران دعم مصر في موقف هام للغاية وقت اندلاع حرب أكتوبر 1973 ، لينزل “بهلوي” بطائرته في أسوان في 16 يناير 1979 وسط حرص من جانب “السادات”على أن يقدم لضيفه مراسم استقبال تليق برؤساء وملوك الدول واستعراض حرس الشرف على الرغم من سقوط نظامه ، ليتجه بعد ذلك في رحلة علاج بالولايات المتحدة التي أجبرته بعد فترة على مغادرة البلاد بعد احتلال الطلاب السفارة الأمريكية في طهران، مطالبين بتسليم “الشاه” مقابل الإفراج عن الرهائن الأمريكيين، ليرسل له بعد ذلك “السادات” طائرة خاصة للعودة به إلى مصر وتم تخصيص قصر القبة مقرا لإقامته، ليتوفى “الشاه” ويدفن في مصر.
ولا يتوقف الارتباط من جانب عائلة “الشاه” عند مصر فقط ولكن أيضاً بالرئيس المصري الأسبق أنور السادات وعائلته، حيث كان لـ”السادات” موقف من “الشاه” أدى إلى قطع العلاقات بين القاهرة وطهران بعد وصول نظام “الخميني” إلى الحكم، وذلك عندما كانت القاهرة العاصمة الوحيدة التي فتحت أبواب مطارها علناً، لاستقبال عائلة “الشاه” والإقامة في مصر التي أكرمتهم بشكل بالغ ثم دفن “بهلوي” بمسجد الرفاعي في قلب العاصمة ، وهو الذي يضم مقابر الأسرة العلوية التي كان آخرها الملك فاروق والتي حكمت مصر من عام 1805 حتى إسقاط الملكية في عام 1953 على أثر حركة الضباط الأحرار في يوليو 1952، ليكون “الشاه” بجانب زوجته الأولى الإمبراطورة فوزية التي جمعت في يوم ما بين مصر وإيران في نسب واحد عندما كانت قرينة “الشاه”.
ويستمر حتى الآن في مصر، عرق ممتد من الأسرة الحاكمة السابقة في إيران، حيث السيدة “سيناي شعبان” التي يعتبر خالها هو “بهلوي الثاني”، فهي ابنة “شاهيناز” التي انجبتها الأمبراطورة فوزية شقيقة الملك فاروق من زوجها الإمبراطور الأخير الشاه محمد رضا بهلوي، حيث تزوجت “شاهيناز” في سبعينات القرن الماضي من الفنان المصري يوسف شعبان، وتتنقل ابنة الشاه من حين إلى آخر بين القاهرة وجنيف السويسرية.