القاهرة – (رياليست عربي): “الأمل”.. فيلم تسجيلي قصير، يقدم بشكل موجز، قدرة الدولة المصرية في القضاء على فيروس “سي” الذي كان يفتك بأكباد المصريين، طوال عقود مضت، لم يتم مواجهة هذا الكابوس، ولكن تم فتح هذا الملف وإنجازه وإنهاء متاعب وآلام ملايين من المصريين في وقت وجيز، ضمن حملة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

فيلم “الأمل” الذي قام بإعداده وتنفيذه، الإعلامي والصحفي المصري محمد حلمي، يسرد معاناة مصر على مدار سنوات طويلة من ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس سي، وكانت ضمن أكثر الدول في ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض إلى أن تم إطلاق مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في 2018.
ويوضح في الفيلم، الدكتور محمد البرعي، متخصص في أمراض الكبد والجهاز الهضمي، أن الإحصائيات كانت تتحدث عن وجود ما يقارب 5 ملايين مريض بفيروس سي تم علاجهم جميعاً في فترة لا تتجاوز الـ 8 أشهر، بنسبة نجاح أكثر من 98 % باستخدام المضادات الفيروسية التي تؤخذ بالفم على مستوى واسع عبر مراكز متعددة وعمل أطباء في هذه المنظومة بشتى المنظومة الصحية في مصر.
وقال “البرعي” إن بعد اطلاق مبادرة 100 مليون صحة تحت رعاية الرئيس السيسي، تم مسح المصريين بشتى محافظات الجمهورية على مراحل، وبعد انتهاء ذلك، تم تحويل من يثبت أنهم مصابين إلى المراكز التي تقدم العلاج بالمجان.
وتابع :”هدفنا كان الوصول إلى التخلص من فيروس سي ، حتى تصبح مصر بعد أن كانت في عقود سابقة تصنف كأكثر دولة في العالم بها فيروس سي، إلى دولة رائدة بالوقت الحالي في التخلص من هذا الفيروس”.
وتوقف الفيلم أمام أحد المرضى بفيروس “سي” الذي تم شفاءه ، لتتغير حياته للأفضل، وهو “سامح محمد صبري” من مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، ويقول إنه اكتشف الإصابة عن طريق العدوى غير المباشرة عام 2007، حيث كان يشعر أنه إنسان ميت، وكانت الأزمة في الخوف من انتقال العدوى للأبناء والزوجة والوالدة ، ليقوم بتخصيص متعلقات شخصية لا يستخدمها سواه حتى أصبحت منعزلا، على حد قوله.
وأردف :”كان من يعلم بمرضي يتباعد عني لاسيما الكثير من الأصدقاء مما انعكس عليه بشكل سلبي نفسياً، وشعرت أنني أعاني من وباء، على الرغم من أن هذا الفيروس لا ينتقل إلا عن طريق الدم”.
واستكمل :”تعرضت للعلاج الذي جاء بمفعول إيجابي واضح، وتم شفائي لأعيش حالياً حياتي بشكل طبيعي مع عائلتي وأسرتي، متقدماً بالشكر لما قام به الرئيس المصري بتوجيهات في هذا الأمر ليتم العلاج لكل هؤلاء الملايين”.
وبالتزامن مع نجاح الحملة، كان قد أكد مدير منظمة الصحة العالمية د. تيدروس غيبرييسوس، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أظهر قيادة عظيمة في مكافحة التهاب الكبد “سي”، حيث اختبرت مصر أكثر من 60 مليون شخص يتضمنوا مصريين ولاجئين وتم علاجهم بالمجان، مشيراً إلى أن ما تم إنفاقه على المبادرة أقل بكثير مما كان سيتم إنفاقه لو لم يتم اكتشاف المصابين بالفيروس ومدى تدهور حالتهم الصحية والذي بدوره كان سيؤثر على الاقتصاد المصري.
ويعتبر “حلمي” الذي قام بتنفيذ وإعداد فيلم “الأمل”، أحد أبرز رجال الإعلام والصحافة في مصر، وساهم في تأسيس العديد من القنوات الفضائية والقيام بتجارب صحفية أحدثت صدى واسع.