برلين – (رياليست عربي): شهدت مدينة ميونخ الألمانية حادثاً مروعاً عندما تعرض متسابقون في ماراثون دراجات لإطلاق نار مفاجئ، ما أسفر عن إصابة 7 أشخاص بينهم حالات خطرة، ووقع الحادث صباح اليوم أثناء فعاليات “فيلوبروبيج” السنوي الذي يجذب آلاف المشاركين من محبي ركوب الدراجات في ألمانيا.
أفادت الشرطة المحلية بأن الحادث وقع عند تقاطع طريقين رئيسيين في منطقة شتارنبرغ جنوب ميونخ، حيث فتح مجهولون النار بشكل عشوائي على المتسابقين قبل أن يلوذوا بالفرار، وتشير التحقيقات الأولية إلى استخدام أسلحة نارية من عيار متوسط، مع وجود دلائل على تخطيط مسبق للحادث الإرهابي.
فرق الطوارئ هرعت إلى مكان الحادث ونقلت المصابين إلى مستشفيات محلية، بينما أعلنت السلطات حالة التأهب القصوى في المدينة، وقد أغلقت الشرطة جميع الطرق المؤدية إلى موقع الحادث، كما تم تعليق جميع الفعاليات الرياضية في عموم ولاية بافاريا كإجراء احترازي.
هذا الحادث يعد الأكثر دموية في فعاليات رياضية بألمانيا منذ هجوم برلين الإرهابي عام 2016، وقد أثار موجة غضب واسعة في الأوساط الرياضية والسياسية الألمانية، حيث دعا رئيس الوزراء المحلي إلى تشديد إجراءات الأمن في جميع الفعاليات العامة.
تحقيقات مكثفة تجريها الآن وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة الجنائية الألمانية، مع تركيز الجهود على تحديد هوية المنفذين والدوافع الكامنة وراء الهجوم، مصادر أمنية ألمانية أشارت إلى احتمال وجود خلفية إرهابية للحادث، رغم عدم وجود أي بيان رسمي من أي جماعة حتى الآن.
المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أدان الحادث بشدة، مؤكداً أن البلاد “لن تسمح بالإرهاب بتعطيل الحياة العامة”، وأضاف أن جميع الإمكانيات الأمنية قد حشدت للقبض على الجناة ومنع أي هجمات محتملة أخرى.
ردود الفعل الدولية جاءت سريعة، حيث أعرب الاتحاد الأوروبي عن تضامنه الكامل مع ألمانيا، بينما قدمت عدة دول عروضاً للمساعدة في التحقيق، وقد أعلنت السلطات الفرنسية تعزيز الإجراءات الأمنية حول الفعاليات الرياضية الكبرى في البلاد كإجراء وقائي.
هذا الحادث يطرح تساؤلات كبيرة حول فجوات الأمن في الفعاليات العامة الكبرى بأوروبا، خاصة بعد سلسلة الهجمات التي شهدتها القارة في السنوات الأخيرة، محللون أمنيون يحذرون من أن المنظمات الإرهابية قد تغير تكتيكاتها لاستهداف أحداث تجمع أعداداً كبيرة من المدنيين في أماكن مفتوحة.
على الصعيد المحلي، أعلنت سلطات ميونخ عن إطلاق خط ساخن لتلقي معلومات من المواطنين، كما دعت السكان إلى توخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مريب، وقد تم تعليق الدراسة في بعض المدارس القريبة من موقع الحادث كإجراء احترازي.
فيما يخص الفعاليات الرياضية المستقبلية، أعلن منظمو “فيلوبروبيج” إلغاء جميع الفعاليات المرتبطة بالحدث لهذا العام، مع تأكيدهم على عودته العام المقبل بإجراءات أمنية مشددة، كما أعلن اتحاد الدراجات الألماني عن نيته مراجعة جميع بروتوكولات الأمن للفعاليات الرياضية الكبرى.
هذا الحادث المأساوي يسلط الضوء مرة أخرى على التحديات الأمنية التي تواجهها الدول الأوروبية في تنظيم الفعاليات العامة الكبرى، ويؤكد الحاجة إلى تعاون دولي أوثق في مجال مكافحة الإرهاب، بينما لا تزال التحقيقات جارية، يبقى السؤال الأكبر: كيف يمكن تحقيق التوازن بين الحفاظ على الأمن وضمان استمرارية الحياة العامة في ظل هذه التهديدات؟