القدس – (رياليست عربي): أعلنت السلطات الإسرائيلية عن بدء عملية استثنائية لتسهيل مغادرة السائحين الأجانب الراغبين في مغادرة البلاد، في خطوة تعكس تصاعد المخاوف الأمنية مع تزايد التهديدات على عدة جبهات. يأتي هذا القرار في ظل استمرار التبادل الناري مع حزب الله على الحدود اللبنانية، وتصاعد القصف الصاروخي من قطاع غزة، بالإضافة إلى تصاعد التهديدات الإيرانية.
تشير المعلومات إلى أن وزارة السياحة الإسرائيلية بدأت تنسيقاً مع شركات الطيران الدولية لزيادة رحلات الإجلاء، مع إعطاء أولوية للمواطنين من الدول التي لا تمتلك سفارات أو قنصليات في إسرائيل. وقد تم إنشاء مراكز مساعدة في مطار بن غوريون الدولي لتسهيل إجراءات المغادرة، بالإضافة إلى تفعيل خطوط ساخنة للاستفسارات.
هذه الخطوة تثير مخاوف جدية حول تداعياتها على القطاع السياحي الإسرائيلي الذي يشكل أحد أهم مصادر الدخل للبلاد. وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 300 ألف سائح أجنبي في إسرائيل حالياً، بينهم عشرات الآلاف من الولايات المتحدة وأوروبا. بعض الدول بدأت بالفعل بإصدار تحذيرات سفر جديدة لمواطنيها، بينما بدأت أخرى بترتيبات لإجلاء رعاياها عبر جسور جوية.
من الناحية الاقتصادية، يشهد القطاع السياحي انهياراً مفاجئاً، مع إلغاء آلاف الحجوزات الفندقية والرحلات السياحية المخطط لها، كما تأثر سوق الصرف بشكل ملحوظ، حيث تراجعت قيمة الشيكل أمام الدولار بنسبة ملحوظة خلال الأيام الأخيرة.
على الصعيد الأمني، يبدو أن إسرائيل تتوقع تصعيداً كبيراً في الأيام المقبلة، خاصة في ظل التهديدات الإيرانية المتزايدة والتصعيد المستمر على الحدود الشمالية، بعض المحللين يشيرون إلى أن هذه الخطوة الاستباقية قد تكون مؤشراً على توقعات بتوسع نطاق المواجهات العسكرية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها إسرائيل عمليات إجلاء للسائحين، حيث سبق أن تمت عمليات مماثلة خلال حرب 2006 مع حزب الله، وإن كان حجم السائحين المتأثرين حالياً أكبر بكثير، ومع ذلك، تبقى التداعيات طويلة الأمد على سمعة إسرائيل كوجهة سياحية آمنة مصدر قلق كبير للسلطات الإسرائيلية.