أنقرة – (رياليست عربي): يحلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالإمساك والإيقاع بما يسمى بـ”الكابوس”، وهو “صالح مسلم” القيادي الكردي الشهير المتمتع بحق الحماية في أوروبا لاسيما في دول اسكندنافية على رأسهم السويد مما يجعله يتحرك ويمارس عمله السياسي في مواجهة النظام التركي، وتتوفر له كل السبل لعدم الوقوع في “أفخاخ” وما أكثرها، تقوم بها أجهزة أمن تركيا لاصطياده.
التفاوض قائم بالفعل من جانب “أردوغان” مع “استوكهولم”، راهناً موافقة بلاده على دخول السويد إلى حلف الناتو بإنهاء ما أسماه بـ”دعمها للتنظيمات الإرهابية” والمقصود هنا يكون من منظور “أردوغان” الدقيق، إذ تكون التنظيمات الإرهابية هم “الأكراد” كما يرى “أردوغان” والأهم من كل ذلك هو “الكابوس” أو الكردي صالح مسلم.
“أردوغان” دعا السويد مؤخراً، إلى إنهاء دعمها السياسي والمالي للتنظيمات الإرهابية وتسليمها أسلحة، متمسكاً بمعارضته انضمام هذا البلد الى حلف شمال الاطلسي، وقال “أردوغان” في بيان صدر في وقت سابق، على أثر اتصال مع رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسن إنه ينتظر من السويد أن تتخذ إجراءات ملموسة وجدية، تظهر أنها تشاطر تركيا قلقها حيال تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي وامتداداته في سوريا والعراق.

وتسببت أنقرة بأزمة داخل حلف شمال الأطلسي، علماً أنها عضو فيه، عبر معارضتها انضمام البلدين المذكورين في شمال أوروبا الى الحلف، متهمة إياهما بإيواء ودعم أعضاء في حزب العمال الكردستاني الذي تصنفها تركيا وواشنطن والاتحاد الأوروبي تنظيماً إرهابياً.
و”صالح مسلم” أو “الكابوس” لـ” أردوغان ” هو رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني منذ عام 2010، وأحد أبرز القيادات الكردية وله تواجد قوي في الاتحاد الأوروبي على الرغم من محاولات تركيا في تقديمه على أنه “إرهابي خطير” لكنه يعيش بالفعل في قلب عواصم الاتحاد الأوروبي.
“مسلم” ليس أهميته بالدرجة الأولى لـ”أردوغان” في كونه زعيماً على الأرض ومحرك فعال لتنظيمات كردية سواء داخل تركيا أو على حدودها أو في مواجهة مع ميليشيات مدعومة من تركيا في مناطق حدودية متاخمة مع سوريا، وجهت ضربات قوية للأتراك أو جماعات موالية لهم، ولكنه وجه تهديداً لمصالح تركية على المستوى الاقتصادي والمالي في دول أوروبية على رأسهم ألمانيا، السويد، الدنمارك ودول أخرى حتى في قلب فرنسا.
ولكن الأهم من ذلك، صفعات متعددة وجهت من جانب “مسلم” ورجاله، كانت في الأساس ضربات تعدها المخابرات التركية لاغتيال “مسلم” أو اعتقاله ونقله إلى تركيا، بطرق غير مباشرة وليست قانونية مع جهات أمنية كان أبرزها في العاصمة التشيكية “براغ” عندما قادت محاولات عناصر تركية “مسلم” للوقوع في تهم كان من المنتظر محاسبة “مسلم” عليها، ولكن في الوقت الذي كان يقوم عناصر من المخابرات التركية بالتخفي في متابعة مبنى أمني يجرى فيه تحقيقاً مع “مسلم” من جانب الأمن التشيكي، خرج “مسلم” من مدينة ألمانية في لقاء تلفزيوني.