لندن – (رياليست عربي): في أية لحظة قد يستفيق الرأي العام في بلدان كالولايات المتحدة أو بريطانيا، ليُصدم بفضيحة ما تطال أحد الزعماء أو السياسيين، وغالباً ما تفضي تلك الهزات الإعلامية إلى استقالة حكومات أو قد تُعتبر بمثابة نهاية الحياة المهنية للسياسي المقصود.
في هذا السياق نشرت صحيفة “الغارديان” افتتاحية حول تقرير الموظفة المدنية البارزة سو غري بشأن فضيحة الحفلات أثناء كوفيد، قالت فيه إن من بين الأشياء العديدة التي قالها بوريس جونسون لمجلس العموم، ربما يكون أقلّها مصداقية ادّعاؤه بأنه شعر بأنه يبدو “أقل شأناً” أمام تقرير غراي في حفلات مقرّ الحكومة في داونينغ ستريت أثناء فترة الوباء.
تقرير غراي يصف الانتهاكات المنهجية لقوانين كوفيد في داونينغ ستريت، والتي ارتكبت عن علم وبازدراء لفكرة الحكومة المهنية.
وكان هناك شرب مفرط، يبدأ في وقت مبكر من النهار، وينتهي في وقت متأخر من الليل. كان هناك قيء ومشاجرات. وتم تحذير الموظفين من الكاميرات، والمغادرة من الأبواب الخلفية خوفاً من الكشف عن سلوكهم. تحدّثَ مسؤول كبير عن “الإفلات من العقاب” في مرة واحدة. تم التعامل مع موظفي النظافة والأمن بعدم احترام. وتم توفير آلة الكاريوكي [للغناء والموسيقى] من قبل مستشار رئيس الوزراء للأخلاقيات.
ويختم التقرير بالقول: كل ذلك غير مقبول في أي مكان عمل جاد، لكن في مقرّ الحكومة يصبح إهانة للديمقراطية، لكن هذا ليس حدّ الجريمة، تم وضع القوانين التي تم انتهاكها لإنقاذ الأرواح في حالة طوارئ وطنية. وقد أدى الالتزام بها من قبل عامة الناس إلى حرمان العائلات الثكلى من التجمع في الجنازات، ومنع الأقارب من زيارة أحبائهم المحتضرين في المستشفيات، ومن الصعب تصور إهانة أكثر فظاعة لأولئك الذين عانوا من الوباء من اكتشاف أن تضحياتهم كانت تتعرّض للسخرية في المقر الرسمي لرئيس الوزراء، وهو ما لا يساويه في القسوة سوى عدم قدرته على إظهار الندم الحقيقي.