طهران – (رياليست عربي): تجري انتخابات رئاسية مبكرة في إيران، ويتنافس على هذا المنصب ممثلو المعسكر المحافظ الذي يدعو إلى تعزيز التعاون مع روسيا والصين، والإصلاحي مسعود بيزشكيان الذي يدعو إلى تحسين العلاقات مع الدول الغربية، ومع ذلك، مهما كانت نتيجة التصويت، فإن الملامح الرئيسية للسياسة الخارجية للبلاد لن تتغير، هذا هو الهيكل السياسي للبلاد، والذي تبقى الكلمة الأخيرة فيه للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وانطلقت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المبكرة في 28 يونيو/حزيران في إيران، يتعين على سكان الجمهورية الإسلامية اختيار سياسي ليحل محل الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث تحطم طائرة في 19 مايو/أيار، ويتنافس على المنصب أربعة مرشحين هم: ممثل المرشد الروحي في مجلس أمن الجمهورية سعيد جليلي، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، ورئيس وزارتي الداخلية والعدل السابق مصطفى بورمحمدي، وزير الصحة السابق مسعود بيزشكيان، وإذا كان من الممكن تصنيف المرشحين الثلاثة الأوائل على أنهم محافظون، فإن الرابع يوصف عالمياً بأنه مصلح، في البداية، ترشح ستة مرشحين للرئاسة، لكن عمدة طهران علي رضا زاكاني ونائب الرئيس أمير حسين غازي زاده هاشمي سحبوا ترشيحاتهم لصالح بقية ممثلي المعسكر المحافظ.
ووفقاً لاستطلاعات الرأي، يتقدم بيزشكيان بين المرشحين، الذين أبدى ما يقرب من 24% من الناخبين استعدادهم للتصويت لصالحهم، يليه جليلي وقاليباف، ومع ذلك، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أنه بعد خروج اثنين من المرشحين من السباق، قد يتم توزيع تعاطف الناخبين بشكل مختلف، أما برنامج ماسول بيزشكيان فهو يؤيد استئناف الاتفاق النووي ويعتقد أن البلاد بحاجة إلى إقامة حوار مع الدول الغربية.
وتحدث بشكل خاص لصالح «علاقات بناءة» مع واشنطن والعواصم الأوروبية من أجل «إخراج إيران من عزلتها»، وقال: “إذا تمكنا من رفع العقوبات، فيمكن للإيرانيين أن يعيشوا بشكل مريح”.
بدوره، يرى باقر قاليباف أنه لا ينبغي لإيران أن تتفاوض مع الدول الغربية إلا إذا كان ذلك سيجلب لها “فوائد اقتصادية”، أي رفع العقوبات، كما يدعو رئيس البرلمان الحالي البلاد إلى مواصلة زيادة قدراتها النووية، وبرأيه فإن هذه الاستراتيجية بدأت تؤتي ثمارها، «وتجبر الغرب على التفاوض مع إيران».
أما سعيد جليلي، فهو يدعو إلى استمرار السياسات المعادية للغرب، مؤكداً أن “المجتمع الدولي لا يتكون من دولتين أو ثلاث” من الغرب، وفي رأيه، يجب على إيران تعزيز العلاقات مع الصين في المجال الاقتصادي، ومع روسيا في المجال الدفاعي، وكذلك مع الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
بالتالي، و بناءً على نتائج الانتخابات، لن تغير طهران خطها، “لأن هذا لا معنى له على الإطلاق”.
المهمة الرئيسية للنخبة السياسية بأكملها هي الاستفادة القصوى من الموقع الجيوستراتيجي وإنجازاتهم الخاصة، لتعزيز سيادتهم إلى أقصى حد من أجل الحصول على المزيد من الأوراق الرابحة في المحادثات مع نفس القوى العظمى، إن السلوك الكفء تجاه الدول المجاورة هو الهدف الرئيسي، بهذا المعنى، النخبة الإيرانية ليست فاسدة، كما أن مسار السياسة الخارجية لن يخضع على الأرجح لأية تغييرات.
العلاقات مع روسيا سوف تتطور بالتأكيد، طوعاً أو كرهاً، هما في نفس القارب. وترتبط إيران بمجموعة البريكس والمنظمات الدولية الأخرى، وفي الوقت نفسه، هناك انعدام ثقة قوي بين النخبة الإيرانية تجاه الغرب والولايات المتحدة، ومهما حدث، تظل الولايات المتحدة عدواً؛ لقد كانت في نظر الإيرانيين “شيطاناً” كبيراً وستظل كذلك، لذا فمن غير المرجح أن يهدد أي شيء في مجال السياسة الخارجية.