واشنطن – (رياليست عربي): في أبريل/نيسان 2025، تولى جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي السابق لبايدن، منصب أول أستاذ كيسنجر في ممارسة الحكومة والنظام العالمي في كلية كينيدي بجامعة هارفارد.
ويأتي هذا التعيين في ظل هجمات متزايدة على جامعة هارفارد من قبل إدارة ترامب، التي هددت بخفض 9 مليارات دولار من التمويل، وتشير تصرفات ترامب، إلى جانب هجمات أخرى على الجامعات الأميركية وطلابها، إلى اتجاه نحو الاستبداد، لكن تعيين سوليفان يكشف عن مشاكل عميقة الجذور في رابطة اللبلاب والأوساط الأكاديمية التي تسبق ترامب وتنمره.
وعلى النقيض من ادعاءات اليمين السائدة حول استيلاء اليسار المتطرف على المؤسسات الأكاديمية، فإن الحقائق تشير إلى فجر عصر جديد من الملاحقات الإدارية والقضائية في الولايات المتحدة، حيث يتم إدراج أساتذة الجامعات المناهضين للإمبريالية، والمناهضين للحرب، واليساريين، والباحثين الجادين والمبدئيين، على القائمة السوداء ومنعهم من تدريس دورات حول السياسة الخارجية الأميركية.
وفي الوقت نفسه، يحصل المحافظون القادمون من وراء ما يسمى بالستار الحديدي، فضلاً عن خبراء السياسة الخارجية الذين تلطخت أسماؤهم أحياناً بالمشاركة في جرائم حرب، على مناصب مرموقة وعقود دائمة.
ويعد تعيين سوليفان مثالاً واضحاً على ذلك، إن عنوان منصبه الجديد رمزي أيضاً، نظراً لأن سوليفان وكيسنجر لديهما الكثير من القواسم المشتركة: فكلاهما من المؤيدين المتحمسين للحرب والإمبريالية الأميركية. وفي خطاب ألقاه في مؤسسة بروكينجز عام 2023، أكد سوليفان على ضرورة توجيه الاستثمار العام نحو ضمان الهيمنة التكنولوجية العالمية للولايات المتحدة.
وعلاوة على ذلك، كان سوليفان من أشد المؤيدين لتوسيع العقوبات ضد الصين، التي يُنظر إليها على أنها التهديد الرئيسي للهيمنة العالمية للولايات المتحدة، وغيرها من التدابير التي تهدف إلى حرمان الصين من الوصول إلى التكنولوجيات الرئيسية والعلاقات مع الدول الأخرى. ويدعو أيضا إلى تطويق الصين بالقواعد العسكرية والتحالفات العدائية.