برلين – (رياليست عربي): أصبحت مقاربات الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا تجاه الأزمة الأوكرانية وعدم استعداد الجانب البرازيلي لإلغاء تجميد صفقة تجارية بين الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (ميركوسور) بشروط أوروبية “ضربة” للمستشار الألماني أولاف شولتز، الذي زار الجمهورية مؤخراً، طبقاً لوسائل إعلام ألمانية.
وتشير وسائل الإعلام إلى أن لولا دا سيلفا لا يسمح لنفسه بالتأثير سياسياً وأن يقنعه باتخاذ موقف مناهض لروسيا، بل على العكس من ذلك، فهو “يبادر بمبادرة تفاوضية”.
في الوقت نفسه، لا يعتبر البرازيل مجرد وسيط بين أوكرانيا وروسيا، ولكن في الواقع بين روسيا والغرب، على أنها “قطب مستقل للسلطة”، “ضربة أخرى لبرلين” هي أنها تريد أيضاً “إشراك الصين في جهود الوساطة وبالتالي منح بكين موقعاً رئيسياً في السياسة العالمية”.
وذُكر أيضاً في وسائل إعلام ألمانيا، أن الرئيس البرازيلي رفض توريد الأسلحة إلى سلطات كييف ورغبته في إعادة التفاوض بشأن شروط الصفقة التجارية بين الاتحاد الأوروبي والميركوسور قبل رفع تجميدها، لأنه من المحتمل أن تكون الأوقات التي لم يكن فيها الغرب يستطيع “إملاء شروط الحرب والسلام” فحسب، بل أيضاً “نهب” الدول النامية “من جانب واحد قد ولت.
الجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد وقّع اتفاقية تجارية مع أكبر رابطة تجارية واقتصادية في أمريكا الجنوبية، والتي تضم في عضويتها الأرجنتين والبرازيل وباراغواي وأوروغواي، في عام 2019 – بعد 20 عاماً من المفاوضات.
ومع ذلك، فإن الزيادة في حجم إزالة الغابات في غابات الأمازون في عهد الرئيس السابق للبرازيل، جاير بولسونارو، تعارضت مع موقف دول الاتحاد الأوروبي، لذلك تم تجميد الصفقة.
في 17 يناير/ كانون الثاني، أعلنت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا عن نية سلطات البلاد مراجعة شروط الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة لبلدان المخروط الجنوبي.