بيروت – (رياليست عربي): شكّل شهر يناير/ كانون الثاني الماضي منعطفاً في تاريخ المكون السني على خارطة التركيبة السياسية اللبنانية، ففي ذلك التاريخ علّق رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري نشاطه السياسي وغادر لبنان، متوجهاً لكل مناصري تيار المستقبل بالحديث أنه يتمنى أن ينحو أنصاره نحوه، وكأن رسالة الحريري كانت بمثابة إطلاق عصيان لتياره على الواقع السياسي الذي وصلوا إليه.
يأتي هذا المشهد بالتزامن مع ذكرة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وسط غياب لرمزية القائد أو الزعيم السياسي للطائفة.
كثيرة هي الروايات حول تنحي الحريري عن المشهد السياسي، واعتزاله، بعضها متعلق بتسويته السابقة التي أبرمها مع الرئيس ميشال عون حليف أقوى الأحزاب السياسية اللبنانية التي تخاصمها قوى عربية، فيما تتحدث روايات أخرى عن تسريبات صوتية منسوبة للحريري بحق أحد الأمراء الخليجيين، يتهجم فيها عليه.
وبغض النظر عن تلك الروايات، إلا أنه من الثابت بأن الحريري لم يعد يتمتع بذلك الزخم الإقليمي الخليجي والعربي الذي توجه بعد أبيه زعيماً لأهل السنة في لبنان.
فيما تشير التقارير إلى أن هناك انقساماً سيطر على تيار المستقبل، بين المؤيدين للحريري في تقاربه مع التيار الوطني الحر، وبين المحافظين في التيار إن صحت تسميتهم كذلك، حيث يرى هؤلاء بأن حليف خصمي هو خصم ولا يمكن إبرام تفاهمات معه.
وبناءً على ذلك يمكن أن تبرز أسماء قيادية سابقة في تيار المستقبل لخلافة سعد الحريري في الزعامة السياسية للطائفة، لكنه احتمال ضعيف، وسط الحديث عن اسم شقيقه بهاء الدين، الذي يتمتع بثروة كبيرة وعلاقات ممتازة مع المحيط العربي، لكن مشكلته الوحيدة هي عدم تشكيله لأي ثقل داخلي بين أهل السنة في لبنان.
فيما تبقى أسماء أخرى مطروحة ، أبرزها اللواء المتقاعد أشرف ريفي، الذي لا زال يطمح لتبوء مركز الزعامة، ولكن يبدو أن العمق العربي والخليجي بعيد عن خيار أشرف ريفي هذا، كما يستلزم إيجاد زعيم سياسي جديد، تشكيل كيان سياسي جديد بشعارات وأهداف جديدة ومشروع لبناني جديد له ارتباطاته العربية والتي هي بطبيعة الحال متأثرة بملف التحالفات الإقليمية.
خاص وكالة رياليست.