رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

Русский/English/العربية

  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

مفتاح آسيا الوسطى “كازاخستان”.. مكسر عصا بين قوتين عالميتين

لفهم طبيعة التركيز على دولة كازاخستان الآن، لا بد من معرفة أهمية الموقع الجغرافي لآسيا الوسطى، التي تمثل المجال الحيوي الجيوبولوتكي لمنطقة أوراسيا، (طاجيكستان، أوزبكستان، قرغيزستان، كازاخستان).

     
يناير 11, 2022, 16:00
سياسة
احتجاجات كازاخستان.صورة.فرانس 24

احتجاجات كازاخستان.صورة.فرانس 24

نور سلطان – (رياليست عربي): لطالما كانت آسيا الوسطى مركز ثقل الصراع العالمي بين أكبر قوتين عالميتين، وأحقية إحداهما على الأخرى فيها كونها تملك اليد الطولى بحكم الجغرافيا الممتدة حتى أسوارها حديثاً وقديماً، حيث تنامى الصراع والتنافس بين كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على تلك المنطقة، فمن جهة تطمح روسيا إلى إعادة نفوذها ومكانتها على المستوى العالمي من البوابة الوسط – آسيوية، ومن جهة أخرى تعمل أمريكا على تطويق غريمتها بشتى الطرق، ليس للسيطرة على منابع الطاقة والجغرافيا الحيوية، بقدر ما هو صراع على التفرد الدائم بالقطبية الأحادية على المستوى العالمي، طبقاً لمركز “سيتا إنستيتيوت – Sita Institute“.

مفاجأة كبيرة

لك يكن أحد ليتوقع أن يحدث ما حدث في كازاخستان، الدولة الوسط – آسيوية الغنية بالنفط والغاز والمصادر الأخرى، والتي منذ أن حصلت على استقلالها في العام 1991 عن الاتحاد السوفيتي لم يذكر التاريخ حوادث خطيرة كما اليوم إلا أزمة العمال الذين تعرضوا للضرب العام 2019، قد تكون اليوم الصورة قاتمة بعض الشيء وضبابية إلى حدٍّ ما، فمن يربط صراع ناغورنو كراباخ بين أرمينيا وأذربيجان، والتي نتج عنها دخول التركي والإسرائيلي بقوة إلى مسرح العمليات آنذاك، ودعم أذربيجان، تدخلت روسيا وساعدت بما يسهم بالحفاظ على أمنها القومي، قدر المستطاع، كذلك الأمر فعلت إيران، وتم ضبط الأوضاع وإفشال مخطط كان من شأنه لو نجح أن يزيزع استقرار البلدين.

إلا أن لكازاخستان خصوصية، فهي تُعتبر الحديقة الخلفية لروسيا، فضلاً عن أنها تتوسط روسيا والصين، وبجرد ذكر موسكو وبكين، هذا يعني أن تصاعد الأحداث لن يتم السماح به أو حتى التصعيد إلى مراحل متقدمة نظراً للحدود الجغرافية، خاصة روسيا التي تملك مع كازاخستان حدوداً طويلة، بالتالي سارعت موسكو لتفعيل معاهدة الدفاع الأمني المشترك وبعثت بقواتها إلى مناطق الاحتجاج المشتدة وأمنت مطار ألماتي الاستراتيجي، الأمر الذي جعل واشنطن توجه تحذيراً، تقول فيه (إنها تراقب الأوضاع عن كثب، خاصة لجهة انتهاكات حقوق الإنسان) أي تلوح باستخدام ذريعتها الدائمة.

أهمية استراتيجية

كازاخستان تاسع أكبر دولة في العالم بمساحة تزيد عن 2,7 مليون كيلومتر مربع. وهي أكبر دولة في آسيا الوسطى، ويمتد جزء صغير منها في شرق أوروبا، وتضم مركز قاعدة “بايكونور” الفضائية التي استأجرتها روسيا، والتي لا تزال أكبر منصة إطلاق في العالم بعد حوالى 60 عاماً من انطلاق رائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين منها ليصبح أول رجل في الفضاء، ويتمتع هذا البلد بأكبر اقتصاد في آسيا الوسطى. فقد شهدت في الماضي نمواً كبيراً.

وشكل النفط 21 % من إجمالي الناتج الداخلي للبلاد عام 2020، بحسب البنك الدولي الذي توقع نمو الاقتصاد بنسبة 3,7% هذا العام. وينتج أبرز حقل نفطي في البلاد “تنغيز” ثلث الناتج السنوي لكازاخستان وتسيطر على 50 % منه شركة “شيفرون” الأمريكية. كما تعد أكبر منتج لليورانيوم في العالم. وتتوفر أيضاً على كميات كبيرة من المنغنيز والحديد والكروم والفحم. وتمتلك كازاخستان موارد معدنية كبيرة وإمكانات اقتصادية هائلة حيث تحتوي على ثروات طبيعية من بينها 3 في المئة من احتياطي النفط العالمي، فضلاً عن الفحم والغاز.

الصراع الروسي – الأمريكي

لا شك بأن الولايات المتحدة تحاول بشتى الطرق تطويق روسيا، المحاولات دائمة ومستمرة، فقبل أن تسدل الستارة عن الأزمة الروسية – الأوكرانية، خرجت كازاخستان كـ “القشة التي قصمت ظهر البعير”، قد تكون الأحداث في بدايتها بريئة حالها كحال أي شعب يريد الأفضل، وقد تكون الحكومة الكازاخية مقصرة لجهة دعم شعبها الذي يجب أن يتمتع برفاهية عالية نظراً لحجم الموارد التي يملكها، فقضية رفع أسعار الغاز المسال، هي الشرارة، لكن ما تلا ذلك، يبدو أن الأيادي الخفية بدأت تستغل كما العادة الأحداث المستجدة لخلق حالة من الفوضى تستثمرها لصالحها.

بالتالي، وفي أمر مبسط ولا يحتاج لتحليل، أن جهاز الاستخبارات الروسية كان مدركاً لخطورة اشتعال الأزمة وتطورها في كازاخستان الخاصرة الرخوة لروسيا، بالتالي، الخطوة الاستباقية والسريعة والمعدة بعناية أحبطت السيناريو المرسوم أمريكياً، والمعد في الغرف المغلقة في أوكرانيا، وبحضور اللاعب التركي، الذي أصبح خبيراً في صناعة الفوضى الخلاقة انطلاقاً من تجربتيه في سوريا وليبيا، وتعامله مع المرتزقة والإرهابيين، إلا أن القوات الروسية التي نزلت في ألماتا الكازاخية حالت دون أن يحقق الأمريكي ما يريد.

وعلى مر التاريخ خضعت مناطق العالم لمحاصصة كبرى بين القوى العالمية، ما وضع العالم أمام ظروف منها حروب مدمرة ومنها حروب بالوكالة ومنها حروب سيبرانية، وآخرها صراعات داخلية عرفت باسم “الربيع العربي” وبالطبع الثورات الملونة كالثورة البرتقالية في أوكرانيا، إلا أن تفكك الاتحاد السوفيتي السابق مثّل منعطفاً مهماً في تاريخ الصراع الروسي – الأميركي، الأمر الذي أتاح للأخير التفرد بقيادة العالم، لكن روسيا وانطلاقاً من فنائها الخلفي أرادت إستعادة مجد إمبراطوريتها، وعادت للمشهد الدولي بقوة الدولة العظمى مجدداً، فالبنسبة لروسيا إن منطقة القوقاز وآسيا الوسطى هي النقطة الأهم، مع العلم أن الجميع يعتقد أن اقتصاد العالم متركز في منطقة الخليج، إلا أن التوزان الاقتصادي منقسم بين هاتين المنطقتين.

موقع متميز

لفهم طبيعة التركيز على دولة كازاخستان الآن، لا بد من معرفة أهمية الموقع الجغرافي لآسيا الوسطى، التي تمثل المجال الحيوي الجيوبولوتكي لمنطقة أوراسيا، (طاجيكستان، أوزبكستان، قرغيزستان، كازاخستان)، وتعتبر الأخير أكبر الدول تلك مساحة كما ذكرنا آنفاً، وأغناها بالثروات الطبيعية والمصادر الاقتصادية، وفيما يتعلق بأذربيجان فإنها تدخل في التركيبة الجيو – سياسية للمنطقة وليست من آسيا الوسطى لكنها من دول بحر قزوين كحال أرمينيا وجورجيا، لكن أهم ما يميز هذه المنطقة أنها عقدة الوصل بين آسيا  وأوروبا، وتشترك عبر الجهات الأربع بطرق تجارة تصل بين الجانبين، وذلك لقربها من منطقة الخليج العربي وإيران والصين، وموقعها هو السبب الرئيس في اشتعال أي أزمات سابقة أو لاحقة، فهي تشكل العمق الروسي باتجاه الشمال، والعمق الحيوي الصيني باتجاه الجنوب الغربي، والعمق الهندي جنوباً، والعمق الإيراني في الجنوب الغربي، ولكل ما سبق، تجاذبات وصراعات بعضها معلن وبعضها خفي، مع واشنطن، رغم أن الظاهر منها هو إيران، لكن في حقيقة الوضع العين على تدمير روسيا والصين المتحكمتان إلى حد ما بهذه المنطقة، لذلك لا يُستبعد نهائياً محاولات الفتنة التي تمارسها الإدارات الأمريكية المتعاقبة.

أما بما يتعلق بروسا تحديداً، فتكمن أهمية آسيا الوسطى بالنسبة لها:

أولاً، رغم تفكك الاتحاد السوفيتي، إلا أن العلاقات الروسية مع جمهوريات الاتحاد تاريخية وجغرافية وعميقة ومتجذرة، وتشكل كما أشرنا أعلاه الخاصرة الجنوبية الرخوة لها، إلى جانب العامل الثقافي والعادات والتقاليد.

ثانياً، هذه المنطقة هي امتداد جيو – سياسي لروسيا، وما يؤكد ذلك توجه الأخيرة إبان الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعرضت لها، العام 1998، فكانت جمهوريات آسيا الوسطى منفذ روسيا الذي أنقذها.

ثالثاً، تعتمد روسيا عليها كونها النافذة لها إلى الأسواق العالمية، خاصة باتجاه أوروبا، مثل خط باكو – جيهان التركي.

رابعاً، تشكل المنطقة، منطقة نفوذ لروسيا، لذلك الانتشار الروسي في دولها أمر استراتيجي، لن تستطيع الولايات المتحدة من خلاله تحجيم نفوذها بأي شكل من الأشكال.

ضبط الأوضاع

طبقاً للأهمية الكبيرة لآسيا الوسطى، عملت روسيا مباشرةً على ضبط الأوضاع في كازاخستان، وقطعت كل الطرق المؤدية إلى الفوضى، السيناريو واضح، والمستقبل الذي كان سيحدث أيضاً، واضح، وتأكد لموسكو مجدداً، أن استغلال واشنطن للأزمة الحاصلة قبيل القمة التي عقدت اليوم، فيما لو تطورت الأوضاع، كان من الممكن أن تستثمرها الإدارة الأمريكية بطرق أكثر حدة وتعنت، مع الإشارة أن ما من توقعات ستخرج بها بل ستكون قمة عامة، تتعلق بقضايا الأمن، بسبب الهزيمة التي لحقت بالولايات المتحدة وفشل مشروعها في إشعال آسيا الوسطى انطلاقاً من كازاخستان.

أخيراً، المستفيد الأول من نشر الفوضى وزعزعة استقرار كازاخستان ومن ثم باقي الجمهوريات إن تحقق المخطط هي الولايات المتحدة الأمريكية، وبالطبع كانت ستسلم إدارة الفوضى للخبير الإداري في نشر الفوضى داخل الدول، حليفتها تركيا، التي ستنفذ الأوامر بالطبع لكن انطلاقاً من مد الطورانية التي تعمل عليها هي الأخرى على قدمٍ وساق، اعتقاداً منها أنها قد تغير خريطة العالم وتعيدها كما رسمت في العهد العثماني، وأما الظافر من هذه الأحداث، هو روسيا والصين، فالأولى أثبتت أنها حليف قوي عند الشدائد وهذا سيشد من أزر اتحاد الجمهوريات عبر تعزيز الشراكات واتفاقات الأمن المشتركة، وبخصوص الصين، اطمأنت على أن أمنها القومي لا يزال ضمن التحالفات المرسومة وأن القوى الاقتصادية الكبيرة ستزداد وستكبر، وعليه الخاسر الأكبر، هو الولايات المتحدة، وقمة اليوم ونتائجها ستبين حقيقة هذا الأمر.

سمر رضوان – نائب رئيس تحرير رياليست.

مواضيع شائعةروسياالولايات المتحدةالصينآسيا الوسطىكازاخستانأوراسياسمر رضوان
الموضوع السابق

قوات حماية الجنوب الروسي على موعد مع “المستبد”

الموضوع القادم

أوكرانيا تتنازل وتعود خطوة إلى الوراء!

مواضيع مشابهة

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.صورة.جلوبال برس
سياسة

كيف تخطط أوروبا لأوكرانيا؟ خلافات سرية بين ماكرون وزعماء الاتحاد الأوروبي حول مستقبل الأزمة

يوليو 12, 2025
سيرغي لافروف، وماركو روبيو.صورة.تاس
سياسة

لافروف يلتقي روبيو في ماليزيا.. تفاصيل اللقاء والدلالات

يوليو 11, 2025
ماركو روبيو.صورة.رويترز
سياسة

مفاوضات جديدة حول أوكرانيا.. روسيا تقدم مقترحات جديدة والغرب يدرس الرد

يوليو 11, 2025
دونالد ترامب.صورة.رويترز
سياسة

رئيسا مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية السابقان قيد التحقيق والسبب؟

يوليو 10, 2025
إيمانويل ماكرون.صورة.رويترز
سياسة

ماكرون يصف مشروع ائتلاف الراغبين بـ إشارة لاستمرار دعم كييف

يوليو 9, 2025
إيلون ماسك.صورة.رويترز
سياسة

“أمريكا”.. ماسك يشكل حزب سياسي جديد

يوليو 6, 2025
مواضيع شائعة
مواضيع شائعة

كل الحقوق محفوظة و محمية بالقانون
رياليست عربي ©️ 2017–2025

  • من نحن
  • مهمة وكالة أنباء “رياليست”
  • إعلان
  • سياسة الخصوصية

تابعنا

لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية

Русский/English/العربية