القدس – (رياليست عربي): يرفض مراقبون، ما هو معلن من أسباب عن الاهتمام منقطع النظير من جانب تل أبيب بالزيارة المنتظرة التي سيقوم بها رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت إلى الهند الشهر المقبل، على أنها احتفاء بذكرى مرور ثلاثين عاماً على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، وفق ما أعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
ويرى مراقبون، أن الاحتفاء من جانب تل أبيب بذكرى إقامة علاقات مع دول كانت ترفض الوجود الإسرائيلي، هو أمر معتاد، ولكن الاحتفاء الخاص بذكرى إقامة علاقات رسمية مع الهند، يرتبط بمصالح أخرى مستقبلية لاسيما على المستوى التجاري والاقتصادي وأيضاً العسكري، مرتبط بدرجة كبيرة بتأثيرات الأزمة الروسية الأوكرانية على المستوى القريب والبعيد، على الاقتصاد العالمي وأيضاً انعكاسات ذلك على الداخل الأوروبي اقتصاديا، وهو ما يمكن التجهيز للاستفادة منه عبر مصالح قد تجمع تل أبيب ونيودلهي في هذا الإطار.
ويجري رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت الشهر المقبل زيارة إلى الهند في ذكرى مرور ثلاثين عاماً على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، تلبية لدعوة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وتناول في هذا الصدد، بيان للحكومة الإسرائيلية، جاء فيه أن الزيارة تشكل استمراراً مباشراً للعلاقة المهمة التي تربط الدولتين والزعيمين، حيث ستقام بمناسبة مرور 30 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأنها تندرج في إطار تعزيز ودعم الحلف الاستراتيجي القائم بين الدولتين، وإلى توسيع رقعة العلاقات الثنائية.
وزار الهندي “مودي” في عام 2017 إسرائيل، وفي العام التالي أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها بنيامين نتانياهو زيارة إلى الهند، وكانت زيارة “نتانياهو” للهند في عام 2003، هي الأولى لمسؤول إسرائيلي في هذا المنصب.
وكانت تعتبر “الهند” في عقود زعامات تاريخية في خلال الربع الثالث من القرن الماضي، أحد أبرز الدول التي ترفض وجود “إسرائيل” بعد أن أعلنت الأخيرة كدولة عام 1948، وكانت ضمن أهم الدول التي تناهض على المستوى الدولي الاعتراف بها في سياق عدة أطر أهمها السير في علاقات فريدة من نوعها مع العالم العربي، ودورها البارز في تكوين حركة عدم الانحياز بجانب مصر، حيث تعتبر الحركة من بنات أفكار رئيس الوزراء الهندي حينئذ، جواهر لال نهرو، والرئيس المصري جمال عبد الناصر بجانب الرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو.
وعلى الرغم من أن الهند تعد تاريخياً مناصرة للفلسطينيين، فقد عززت “نيودلهي” مشترياتها من الأسلحة الإسرائيلية، فضلاً عن وجود علاقات اقتصادية وتجارية تتنامى في السنوات الأخيرة.
وكان لذكرى العلاقات بين البلدين في العام الماضي حدثاً يعلن رفض وجود هذا التعاون، وذلك عندما انفجرت قنبلة أمام مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة الهندية نيودلهي.
وكانت قد اتفقت الهند وإسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على تشكيل قوة عمل تتولى وضع خطة تحدد مساحات جديدة في التعاون العسكري بين الجانبين مدتها 10 سنوات، تتضمن المشتريات والإنتاج الدفاعي، والأبحاث والتطوير في المجال العسكري.