كاراكاس – (رياليست عربي): قبل يوم من الانطلاقة الرسمية للحملة الرئاسية في فنزويلا، تعود كراكاس إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن، صرح بذلك زعيم الجمهورية البوليفارية نيكولاس مادورو، مشيراً إلى أن الاقتراح المقدم من الدول ورد قبل شهرين، وستكون موضوعات المفاوضات في 3 يوليو هي الانتخابات والعقوبات، وكان الاتصال السابق بين البلدين قد تم في عام 2023 بوساطة قطرية. ثم تم الاتفاق على تخفيف العقوبات المفروضة على قطاع النفط والغاز الفنزويلي مقابل قبول مرشح المعارضة الذي وافقت عليه واشنطن للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، ويدعي الجانبان أن الاتفاقات فشلت بسبب خطأ خصومهم.
ومن المقرر أن تستأنف المفاوضات بين كراكاس وواشنطن في الثالث من يوليو/تموز، وقال مادورو، “لقد قبلت عرض الحكومة الأمريكية باستئناف الحوار المباشر، وسوف نتفاوض لإبرام اتفاقيات جديدة وتحقيق تنفيذ الاتفاقيات المبرمة سابقا، وقال نيكولاس مادورو: ” إنني أؤيد الحوار والتفاهم المتبادل من أجل مستقبل علاقاتنا والتغيير، مع الاحترام الكامل لسيادة فنزويلا واستقلالها”.
وبحسب مادورو، فإن اقتراح العودة إلى طاولة المفاوضات جاء قبل شهرين، وطوال هذا الوقت كان الرئيس يفكر في قبوله، ومن المتوقع أن يكون الحوار استمراراً للاتفاقات التي تم التوصل إليها في قطر قبل عام، وبفضل تلك اللقاءات بين المعارضة والسلطات الرسمية في كراكاس، أمكن التوقيع في أكتوبر/تشرين الأول 2023 على اتفاق بربادوس بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية والسماح للمعارضة بالمشاركة فيها، وقبل ذلك، في مارس/آذار 2022، زار وفد البيت الأبيض كاراكاس، حيث أجرى مفاوضات مع نيكولاس مادورو.
وبالإضافة إلى القضايا السياسية البحتة، من الواضح أن المشاركين في المفاوضات الأمريكية الفنزويلية سوف يتطرقون أيضاً إلى مسألة العقوبات المفروضة على كاراكاس، ومع ذلك، إن رفع القيود المفروضة على قطاع النفط والغاز في فنزويلا سيعتمد على عدة عوامل، من بينها، إذا كانت الانتخابات المقررة في 28 يوليو ستكون حرة وشفافة.
ومن بين الاتفاقات التي تمكنت فنزويلا والولايات المتحدة من التوصل إليها عبر وساطة قطرية، تخفيف العقوبات على قطاع النفط والغاز.
بالنتيجة، ورغم هذه الجهود من غير المتوقع حدوث مراجعة جذرية للعلاقات بين فنزويلا والولايات المتحدة نحو المزيد من التقارب، لأن واشنطن لا تتخلى عن هدفها الرئيسي – تغيير النظام في الجمهورية البوليفارية، لذلك، فإن اتجاه السياسة الخارجية لكاراكاس، بما في ذلك فيما يتعلق بروسيا، لن يخضع على الأرجح لأي تغييرات، بالحكم من خلال التصريحات القادمة من فنزويلا، فإن المهمة الرئيسية لنيكولاس مادورو تظل محاولة الحد من تأثير العقوبات على بلد يعاني من أزمة اقتصادية طويلة الأمد.