باريس – (رياليست عربي): في مناظرة تلفزيونية بين الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، ومنافسته في انتخابات الرئاسة، مارين لوبان، في مسعى إلى استمالة أصوات الناخبين الذين سيقررون هوية “ساكن الإليزيه” خلال السنوات الخمس المقبلة، طبقاً لوكالات أنباء.
السؤال الأول وهو الأساس يتعلق حول الأمر الذي يفترض أن يجعل ماكرون أو لوبان أفضل من الآخر في نظر الفرنسيين عندما يتوجهون إلى صناديق الاقتراع، وقالت لوبان إنها تعرف الشعب الفرنسي جيداً، مضيفة أنها كانت شاهدة على المعاناة التي كابدها الناس، خلال السنوات الخمس الأخيرة، في إشارة إلى ولاية منافسها ماكرون.
وبالفعل مر على فرنسا الكثير في عهد ماكرون خاصة من الناحية الاقتصادية والتعامل مع جائحة كورونا، فضلاً عن تراجع الوضع الداخلي وخروج مظاهرات منددة، التي حملت السترات الصفراء.
وتابعت لوبان أن الفرنسيين في حالة قلق إزاء المستقبل، مضيفة أنه في حال اختيارها رئيسة لفرنسا، الأحد المقبل، ستكون “رئيسة النهضة الديمقراطية” بالبلاد، وتعهدت ماكرون بصون السيادة والأمن والحرية، قائلة إنها ستنكب على الملفات التي تهم الناس في حياتهم اليومية مثل القدرة الشرائية والصحة والعمل والمعرفة “سأكون رئيسة العدالة والأخوة الوطنية والسلم الاجتماعي”.
من جانبه، أشار ماكرون إلى السياق الزمني الصعب لولايته، متحدثا عن وباء كورونا غير المسبوق منذ قرن، إضافة إلى عودة الحرب للقارة الأوروبية، في إشارة لأزمة أوكرانيا “القلق موجود في هذه الفترة”، وأضاف أنه عبر هذه الفترة العصيبة عبر اتخاذ القرارات المناسبة “وسأوصل القيام بذلك، لأنني أعتقد، أنه بوسعنا ومن الواجب علينا، أن نجعل بلداً أكثر استقلالاً وقوة، سواء عبر الاقتصاد والعمل والابتكار والثقافة”.
إلا أن ماكرون يعتمد على الأزمة الأوكرانية واستثمارها فيما يتعلق بترجيح الحل الدبلوماسي خاصة وأنه أجرى مفاوضات عن قادة أوروبا وأعاد قيادة القارة في وقت ارتفعت به شعبيته، لكن هذا أمر يبسيط في رحلة ليست سهلة عليه، خاصة وأن الشعب الفرنسي يتمتع بوعي كبير وبات يميز من سينقذه مما هو فيه، إن كان ماكرون أو لوبان.
وفي سؤال ثان، حول القدرة الشرائية والتضخم في فرنسا، انتقدت لوبان أداء الرئيس ماكرون، قائلا إن سياساته أثرت على الناس، حتى باتت الأرقام تظهر أن سبعة من كل عشرة فرنسيين يؤكدون تراجع قدرتهم الشرائية منذ خمس سنوات، وأشارت إلى الدور الذي لعبه فرض “ضريبة الكربون”، حيث تعهدت لوبان بأن تحسن القدرة الشرائية للفرنسيين من خلال العمل على ثلاثة مستويات، أولها خفض الضرائب على نحو قالت إنها سيكون مستقرا، مثل ضريبة القيمة المضافة المفروضة على الطاقة، وبالتالي خفضها بالنسبة للبنزين والغاز.
وأردفت لوبان أن هدفها هو تمكين الفرنسيين من استعادة أموالهم، زاعمة أن الإجراءات التي ستتخذها سوف تؤدي إلى استعادة كل أسرة متوسطا يتراوح بين 150 و200 يورو.
بدوره رد ماكرون بالقول: إن إجراء تسقيف أسعار الغاز والكهرباء أفضل بكثير مما تقترحه لوبان بشأن خفض ضريبة القيمة المضافة “وهذا أكثر نجاعة بواقع مرتين”، وانتقد ماكرون برنامج لوبان قائلا إنه لا يتطرق إلى البطالة، مضيفا أن أفضل طريقة لاستعادة القدرة الشرائية هي العمل، مؤكدا خفض معدل البطالة بنقطتين، متعهدا بزيادة الحد الأدنى للأجور بـ34 يورو في الشهر.
الجدير بالذكر أن ماكرون تصدر الجولة الأولى في الانتخابات التي جرت في 10 أبريل/ نيسان، كما أنه يتصدر استطلاعات الرأي بهامش يتراوح بين 3 و13 نقطة مئوية، لكن لوبان التي تحسب على اليمين المتطرف وتبلغ 53 عاماً، تمكنت من تضييق الفجوة بشكل كبير مقارنة بالانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل خمس سنوات، عندما خسرت بنسبة 34 بالمائة من الأصوات مقابل 66 في المئة لماكرون.