القاهرة – (رياليست عربي): استقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في العاصمة المصرية (القاهرة) كلاً من الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة”.
ووفق بيان الرئاسة المصرية، شهدت القمة الثلاثية استعراض آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، خاصةً تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، والتنسيق القائم بين الدول الثلاث في هذا الإطار، وذلك في ظل التطورات التي تشهدها مدينة القدس، مشددين على أهمية استدامة الجهود لاستعادة الهدوء في القدس، وضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف.
كما أكد الزعماء في ذات السياق على احترام دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس وضرورة تقديم جميع أشكال الدعم للإدارة العامة لأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، فضلًا عن أهمية وقف إسرائيل كل الإجراءات التي تقوض حل الدولتين وضرورة إيجاد أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي.
وفي سياق تحليله للقمة الثلاثية الطارئة، وضع الخبير المصري الدكتور طارق فهمي، نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط وأستاذ العلوم السياسيّة، 6 نقاط تحليلية لهذا اللقاء:
أولاً، القمة هدفت لدعم الجانب الأردني في إقرار ولايته على المقدسات الإسلامية والمسيحية بناء على الاتفاق الثلاثي.
ثانياً، تنسيق المواقف العربية بين الأطراف الثلاث التي تربطها علاقات مباشرة مع إسرائيل كآلية جديدة للتنسيق ينقصها السلطة الفلسطينية لطبيعة علاقتها الراهنة مع أبو ظبي.
ثالثاً، نقل رسالة إلى الإدارة الأميركية بقدرة الأطراف العربية للتعامل المباشر مع إسرائيل بدون الطرف الأميركي، الذي أرسل وفداً ضعيف المستوى وقليل الخبرة بملف الشرق الأوسط.
رابعاً، نقل رسالة إلى الجانب التركي بالحضور العربي المهم في ملف القدس، خاصة وأن تركيا لها حضورها الكبير في مدينة القدس وتسعى لتوظيف ذلك إقليمياً ودولياً.
خامساً، ليس مستبعداً أن تجري لقاءات أخرى تضم الأطراف المعنية بما فيها السلطة الفلسطينية، ولن يمانع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، في مقابلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، في ظل مخاوف تفكك ائتلاف حكومته خلال الأسبوعين المقبلين، فالكنيست في إجازة والضغوط على القائمة العربية للخروج من الائتلاف واردة.
سادساً، من الوارد أن يتكرر سيناريو قمة النقب بصورة دورية في ظل حسابات مدروسة ومخطط لها بين القاهرة وعمان للضغط على تل أبيب، ومحاولة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف التصعيد في القدس، ومنع تدهور المشهد مع قطاع غزة، كما أنه من المستبعد دخول قطر على خط الاتصالات العربية الراهنة ودورها محدد، وحتى إشعار آخر في التهدئة في قطاع غزة.