بروكسل – (رياليست عربي). أعادت قمة «يورونيوز للتوسّع» التي انعقدت في بروكسل التوتر إلى واجهة النقاش الأوروبي بشأن توسيع الاتحاد الأوروبي، بعد أن تحولت جلساتها إلى ساحة جدل حول عضوية أوكرانيا وتنامي إحباط الدول المرشحة منذ سنوات.
وفي مداخلة عبر الفيديو، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بـ«عرقلة» مساعي كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقال زيلينسكي:
«نحن نخوض حربًا من أجل بقائنا، ونأمل من رئيس الوزراء المجري أن يدعمنا — أو على الأقل ألا يعارضنا»، مضيفًا أن أوكرانيا تدافع عن أوروبا بأسرها ضد روسيا.
وردّ أوربان بحدة قائلاً إن المجر لا تدين لأوكرانيا بشيء:
«أمن المجر مضمون بقدراتها الدفاعية الوطنية وبحلف شمال الأطلسي، الذي لحسن الحظ ليست أوكرانيا عضوًا فيه».
ويعكس موقف أوربان توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يعارض انضمام كييف إلى «الناتو».
دعوات أوروبية لتجديد الزخم
رغم الخلاف، دعا رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إلى إحياء عملية التوسّع، واصفًا إياها بأنها «أفضل استثمار يمكن أن نقوم به اليوم من أجل مستقبلنا». وأكد أن توسيع الاتحاد سيقوّي أوروبا في عصرٍ من الاضطراب الجيوسياسي وعدم الاستقرار الاقتصادي.
وأشارت المفوضية الأوروبية هذا الأسبوع إلى أن أعضاءً جددًا قد ينضمون بحلول عام 2030، مشيدة بالتقدم في أوكرانيا ومولدوفا والجبل الأسود وألبانيا، لكنها انتقدت صربيا بسبب تباطؤ الإصلاحات، وجورجيا بسبب «تراجعها الديمقراطي».
احتجاجات من الدول المرشحة
في القمة نفسها، هاجم رئيس وزراء مقدونيا الشمالية خريستيان ميكوسكي استخدام حق النقض الوطني داخل الاتحاد، واصفًا إياه بأنه «ابتزاز سياسي». أما الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، فدافع عن زيارته الأخيرة إلى موسكو، قائلاً:
«على الجميع أن يتحاور مع الجميع».
عملية توسّع متعثّرة ومحمّلة بالتنافس الجيوسياسي
أكدت القمة أن مسار توسيع الاتحاد الأوروبي بات أكثر تعقيدًا وهشاشة من أي وقت مضى، إذ يتأرجح بين رغبة بروكسل في توسيع نفوذها الجيوسياسي وبين انقسامات داخلية عميقة وتزايد ضيق الدول المرشحة التي ما زالت تنتظر على أبواب أوروبا.






