نيقوسيا – (رياليست عربي). أعلنت قبرص أولوياتها لرئاستها الدورية لـ مجلس الاتحاد الأوروبي، مؤكدة عزمها توجيه التكتل نحو قدر أكبر من الاستقلالية والأمن والانخراط العالمي عندما تتولى المهمة في 1 يناير/كانون الثاني 2026.
وخلال فعالية أُقيمت الأحد في قرية بانو ليفكارا، عرض الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس برنامج الرئاسة، معتبراً أن بلاده مستعدة للاضطلاع بدور “صوت الدول الأعضاء الـ27” لمدة ستة أشهر، في مرحلة تتسم بتصاعد التوترات الجيوسياسية.
وأوضح خريستودوليديس أن الرئاسة ستجري في ظل استمرار الحرب الروسية ضد أوكرانيا وما وصفه بـ“التحديات الجيوسياسية المكثفة” التي تختبر وحدة الاتحاد الأوروبي وقدرته على الصمود. وقد بُني البرنامج على خمسة محاور مترابطة: الاستقلالية الأمنية والدفاعية، التنافسية الاقتصادية، الانفتاح على العالم، القيم الأوروبية المشتركة، والمفاوضات حول الإطار المالي متعدد السنوات المقبل للاتحاد.
في مجال الأمن والدفاع، تعتزم الرئاسة القبرصية دعم المبادرات الدفاعية الأوروبية الكبرى، والدفع نحو التطبيق السريع لـ“الكتاب الأبيض للدفاع الأوروبي” وخارطة طريق الجاهزية الدفاعية حتى عام 2030. كما شددت على أهمية تعزيز العلاقات عبر الأطلسي والتعاون بين الاتحاد الأوروبي و**حلف شمال الأطلسي**، إلى جانب حماية حرية الملاحة وتأمين الممرات البحرية من خلال تنفيذ استراتيجية السلامة البحرية للاتحاد.
أما ملف الهجرة، فسيُعامل باعتباره قضية أمنية مركزية. وقال خريستودوليديس إن الرئاسة ستركز على التنفيذ الكامل لميثاق الهجرة واللجوء، وتعزيز نظام إعادة المهاجرين غير الحاصلين على وضع قانوني.
وعلى صعيد التنافسية، تخطط قبرص لدفع تبسيط الإجراءات الإدارية، وتعزيز أمن الطاقة عبر تنويع مسارات الإمداد وضمان أسعار ميسورة، إضافة إلى تقوية السيادة الرقمية للحد من التبعيات الخارجية.
وسيحظى توسيع الاتحاد الأوروبي وعلاقات الجوار باهتمام خاص، مع اعتبار أوكرانيا أولوية رئيسية، والتزام قبرص بمواصلة دعمها الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والعسكري والإنساني. كما ستعمل الرئاسة على تعميق العلاقات مع الجوارين الجنوبي والشرقي، ودول الخليج، بما في ذلك التعاون في إطار ممر الهند–الشرق الأوسط–أوروبا الاقتصادي، وتعزيز الشراكة مع مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية.
وفي محور القيم المشتركة، تعتزم قبرص إطلاق مبادرات لتعزيز سيادة القانون، ومعالجة أزمة السكن والفقر، وتحسين حماية الأطفال على الإنترنت، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتطوير سياسات الصحة النفسية.
كما ستسعى الرئاسة إلى دفع المفاوضات المتعلقة بالإطار المالي متعدد السنوات للاتحاد الأوروبي للفترة 2028–2034، بهدف التوصل إلى إطار إرشادي بحلول يونيو/حزيران 2026.
وخلال الفعالية، كُشف أيضاً عن شعار الرئاسة المستوحى من تطريز “ليفكاريتيكو” التقليدي، والذي يرمز إلى الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد.
وتجدر الإشارة إلى أن قبرص، أصغر دول الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان، ما زالت منقسمة منذ عام 1974 عقب الاحتلال التركي لشمال الجزيرة. ووصف خريستودوليديس بلاده بأنها “أقصى جنوب شرق أوروبا وآخر دولة عضو في الاتحاد لا تزال تحت الاحتلال”، معتبراً أن هذا الواقع يشكل خلفية أساسية لرؤية قبرص للأمن والدبلوماسية خلال استعدادها لقيادة الاتحاد الأوروبي.






