واشنطن – (رياليست عربي): كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقد لقاء قريب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في تطور دبلوماسي مفاجئ قد يمهد لتحول في العلاقات الثنائية المتوترة. المصادر المطلعة أشارت إلى أن اللقاء المرتقب سيعقد الأسبوع المقبل في موقع محايد، رغم عدم الكشف عن المكان الدقيق لأسباب أمنية.
جاءت هذه الخطوة في أعقاب سلسلة من الاتصالات السرية بين مسؤولي البلدين، حيث يسعى ترامب إلى إعادة تشكيل السياسة الأمريكية تجاه روسيا في فترة رئاسته الثانية. المحللون السياسيون يرون أن هذا اللقاء قد يركز على عدة ملفات ساخنة، أبرزها الأزمة الأوكرانية، وملف الحد من الأسلحة النووية، بالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة والأمن السيبراني.
من جهتها، لم تنف الإدارة الأمريكية نبأ اللقاء، لكنها أكدت أن أي اتفاقيات ستخرج عن هذا الاجتماع “ستكون في إطار المصالح الأمريكية أولاً”. بينما عبر الكرملين عن ترحيبه بأي حوار مباشر بين القائدين، معرباً عن أمله في أن يسهم اللقاء في “تذليل العقبات” بين البلدين.
الخبراء الاستراتيجيون يحذرون من أن هذا اللقاء قد يثير غضب الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة، خاصة في ظل استمرار الخلافات حول العقوبات الغربية على روسيا. كما يتساءل البعض عن التوقيت المختار للقاء، والذي يأتي بالتزامن مع تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي والأزمة التايوانية.
في الأوساط السياسية الأمريكية، بدأت ردود الفعل تتباين بين مؤيد للخطوة باعتبارها فرصة لخفض التصعيد العالمي، ومعارض يرى فيها “تنازلاً خطيراً” لبوتين دون ضمانات كافية. الكونغرس الأمريكي يبدو مستعداً لمراقبة اللقاء عن كثب، مع تهديدات مسبقة بفرض عقوبات جديدة إذا ما اعتبر أن نتائج اللقاء تتعارض مع المصالح الأمريكية.
ختاماً، بينما تستعد الدبلوماسية الأمريكية الروسية لصفحة جديدة من العلاقات، يبقى السؤال الأكبر حول إمكانية تحقيق اختراق حقيقي في الملفات العالقة، أم أن اللقاء سيكون مجرد استعراض دبلوماسي دون نتائج ملموسة. التطورات القادمة ستكشف ما إذا كانت واشنطن وموسكو قادرتين على تجاوز سنوات من القطيعة والمواجهة، أم أن الخلافات الجوهرية ستظل أقوى من أي محاولات للتقارب.