ستراسبورغ – (رياليست عربي). حذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يوم الأربعاء، من خطورة تخفيف الضغط على موسكو، مؤكدة أن «عقلية روسيا لم تتغير» رغم تجدد الحديث عن مسار تفاوضي ترعاه الولايات المتحدة، في وقت يرى فيه بعض القادة الأوروبيين أن الكرملين لا يزال يسعى إلى إعادة رسم الحدود وفرض «مناطق نفوذ» في القارة.
وفي خطابها أمام البرلمان الأوروبي، ربطت فون دير لاين بين الهجمات الروسية الأخيرة على المدنيين والتقدم الحاصل في محادثات جنيف، قائلة إن موسكو «تصعد العنف كلما حصل تقدم حقيقي نحو السلام». وجاءت تصريحاتها بينما يعبّر الكرملين عن رفضه للصيغة المعدلة من خطة السلام الأمريكية–الأوكرانية، والتي أُدخلت عليها تعديلات بعد اعتراضات أوروبية على مسودة أولى بدت منحازة بشدة لروسيا.
وشعر القادة الأوروبيون بالغضب لعدم إشراكهم في المسودة الأولى، فعقدوا اجتماعات طارئة هذا الأسبوع، بما في ذلك قمة غير رسمية في بروكسل واجتماعاً افتراضياً لتحالف «الدول الراغبة» لضمان دور أوروبي واضح في صياغة الاتفاق. وقالت فون دير لاين: «لا شيء يخص أوكرانيا من دون أوكرانيا. ولا شيء يخص أوروبا من دون أوروبا. ولا شيء يخص الناتو من دون الناتو».
وحذّرت من أي اتفاق يفرض حزمة قيود على حجم القوات المسلحة الأوكرانية، ودعت إلى ضمانات أمنية قوية تمنع تكرار العدوان في المستقبل. وتدرس الدول الغربية خيار وجود قوات متعددة الجنسيات في أوكرانيا بعد النزاع — وهو طرح ترفضه موسكو رفضاً قاطعاً.
كما شددت فون دير لاين على ضرورة تأمين التمويل لتلبية احتياجات أوكرانيا العسكرية والمدنية، المقدرة بنحو 135 مليار يورو للفترة 2027–2026. واقترحت المفوضية ثلاث آليات، بينها قرض شبيه بالتعويضات مدعوم بـ 210 مليارات يورو من الأصول الروسية المجمّدة. وتحظى المبادرة بدعم معظم العواصم الأوروبية، بينما تواصل بلجيكا — التي تحتفظ بمعظم الأموال — إبداء تحفظات.
وقالت: «لكي نكون واضحين، لا يمكن لدافعي الضرائب الأوروبيين أن يتحملوا الفاتورة وحدهم»، مضيفة أن المفوضية جاهزة لعرض النص القانوني المطلوب لإطلاق آلية القرض المدعوم بالأصول الروسية.
ومنذ فبراير 2022، اعتمد الاتحاد الأوروبي 19 حزمة عقوبات ضد روسيا، فيما استهدفت واشنطن الشهر الماضي شركتي روسنفت ولوك أويل بعقوبات جديدة. وختمت فون دير لاين بدعوة إلى الوحدة: «صحيح أن الوضع متقلب وخطير، لكنه يحمل أيضاً فرصة لتحقيق تقدم حقيقي. ومن واجبنا دعم كل جهد يمكن أن يحقق سلاماً عادلاً ودائماً».





