باريس – (رياليست عربي): أبدت أربعة أحزاب يسارية استعدادها للتوحد لتقديم مرشح واحد في الانتخابات البرلمانية، ومن المتوقع أن يقلل ذلك من فرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الوصول إلى الجولة الثانيةـ وذلك طبقاً لصحيفة فايننشال تايمز نقلاً عن بحث أجرته صحيفة لوفيغارو وتلفزيون بي إف إم.
وتوصلت الأحزاب اليسارية الفرنسية، إلى اتفاق لتشكيل تحالف، ووقعوا اتفاقا لإجراء برنامج مشترك واختيار مرشح واحد.
لكن الاتفاق لم يحدد من سيكون مرشحهم لرئاسة الوزراء، فقد ألمح زعيم حزب اليسار المتطرف La France Insoumise (“فرنسا الجامحة”) جان لوك ميلينشون إلى أنه يرغب في شغل هذا المنصب.
ووفقاً لتوقعات صحيفة لوفيغارو، التي تم وضعها بعد توحيد الأحزاب اليسارية، فإن حزب الجبهة الوطنية (التجمع الوطني) بقيادة مارين لوبان سوف يحتل المركز الأول.
ولم يؤيد التجمع الوطني مغامرة ماكرون لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة على أمل وقف نمو حزب اليمين المتطرف، وبحسب الباحثين فإن حزب الرئيس قد يخسر نصف مقاعد المجلس البالغ عددها 250 مقعدا.
وأظهرت استطلاعات الرأي هذا الأسبوع أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو حل البرلمان، ولكن إذا فاز حزب الجبهة الوطنية بفارق كبير، فستحصل مارين لوبان على حق المطالبة بمنصب رئيس الوزراء والحق في تشكيل حكومة جديدة.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس حزب الجمهوريين، إريك سيوتي، عن ضرورة تشكيل ائتلاف في الانتخابات البرلمانية المبكرة مع فصيل التجمع الوطني، الذي مثلته لوبان في الجمعية الوطنية للبلاد، وأضاف السياسي أن الجمهوريين، حتى في التحالف مع حزب الجبهة الوطنية، سيبقون فصيلاً منفصلاً، وهناك حاجة ماسة الآن إلى تحالف قوي في البرلمان.
وفي فرنسا، حصل حزب التجمع الوطني على 31.8% من الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي، بينما حصل حزب النهضة بزعامة ماكرون على 15.2% فقط من الناخبين، وبعد ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي في 9 حزيران/يونيو حل الجمعية الوطنية وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، ثم أشارت لوبان إلى أن أعضاء حزبها ” مستعدون لتولي السلطة في فرنسا إذا وثق الناس بهم”.
من جانبها، أفادت محطة إذاعة أوروبا 1 أن الزعيم الفرنسي كان يناقش مع الوفد المرافق له إمكانية الاستقالة من منصب رئيس الدولة إذا فاز اليمين في الانتخابات البرلمانية، ويلاحظ أن هذا الخيار ليس خيار ماكرون المفضل، لكن هذا الاحتمال يمكن أن يكون بمثابة «دراماتيكية للانتخابات المقبلة» في الحملة الانتخابية.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن من السابق لأوانه الحديث عن احتمال استقالة ماكرون، وأشار في الوقت نفسه إلى أن حزب الزعيم الفرنسي الحالي يفقد موقعه بسرعة، وهذا يوحي بأن «الفرنسيين لا يحبون شيئا ما».