القاهرة – (رياليست عربي): قال سفير روسيا الاتحادية لدى مصر، جيورجي بوريسينكو، أن الصراع الداخلي في أوكرانيا يتم تأجيجه عمداً من قِبَل بعض الدول الغربية، بهدف تقسيم شعب روسيا وأوكرانيا الموحد تاريخياً، بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار في أوروبا وتعقيد العلاقات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي و”موسكو”.
وتابع سفير روسيا الاتحادية لدى مصر، أن تلك المشكلة كان من الممكن حلها بمجرد نشأتها عام 2014 حال وجود دعم حقيقي من كافة الدول الغربية بمجرد صعود القوميين إلى السلطة في كييف، ووصف التصريحات التي تطلقها واشنطن وحلفاؤها بشأن الهجوم الروسي المحتمل على أوكرانيا بـ “العبثية”، حتى من قبل السلطات الأوكرانية نفسها والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي نفسه، وسكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع إليكسي دانيلوف، ووزير الدفاع الأوكراني إليكسي ريزنيكوف، طلبوا من حلف الناتو عدم بث الذعر، البعض من الغرب يريد إلقاء أوكرانيا في جحيم الأزمة والتضحية بها من أجل تحقيق طموحاتهم الجيو – سياسية من خلال تحويلها إلى ساحة للصراع.
واستطرد بوريسينكو في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أكدنا مراراً وتكراراً أن روسيا لا تنوي أن تهاجم أحداً، فكرة الحرب مرفوضة تماماً من جانبنا، خاصة الحرب ضد إخواننا الأوكرانيين، ومع ذلك يعتقد مشرفو كييف الأجانب خلاف ذلك، فهم روجوا للسيناريو الذي يجب بموجبه أن تهاجم روسيا أوكرانيا، ويحاولون تنفيذ هذه الخطة، ونظراً لأننا لا نستسلم للاستفزازات فإنهم يصعدون الموقف بشكل مصطنع من خلال إصدار أوامر بإجلاء موظفي سفاراتهم من العاصمة الأوكرانية وزيادة إمدادات الأسلحة إلى كييف، حتى أنهم يحددون وقت الهجوم الذي خططوا له بأنفسهم.
وشدد السفير الروسي، على أن موقف موسكو من الأزمة الأوكرانية كان ولا يزال دون تغيير، روسيا لا ترى بديلاً لاتفاقيات مينسك، كما أننا ننطلق من الحاجة إلى الامتثال لتدابير تعزيز قرار وقف إطلاق النار المؤرخ في 22 يوليو/ تموز 2020، ونأمل أن تظهر السلطات في كييف الاستقلال، وتفكر في مصالح دولتها وسكانها، والبحث عن حل سياسي مستدام للأزمة عن طريقة إقامة حوار مباشر مع دونيتسك ولوغانسك.
ووجه رسالة لحلف شمال الأطلسي – الناتو، قال فيها: نأمل أن تتوقف دول الناتو عن تصعيد الموقف والتدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، الأمر الذي يسمح لأطراف النزاع الدائر حصرياً داخل هذا البلد، بحل خلافاتهم خلال حوار مباشر مع بعضهم البعض، الحلف الذي يصنف نفسه رسمياً كحلف دفاعي، ومع ذلك من الصعب تسميته بذلك، نظراً لتحرك أوكرانيا بالقرب من حدودنا حاليا قرب بولندا ودول البلطيق، وما يقوم به الناتو ليس دفاعاً، ولكنه هجوم واضح، مما دفع الكتلة العسكرية الغربية للاقتراب أيضاً من أوكرانيا رغبة في الانضمام إليها، رغم أنه من الواضح للجميع أن كييف ليست مستعدة لذلك، ولن تقدم أي مساهمة في تعزيز أمن الحلف كما يقتضي ميثاقه.
وفي نفس الوقت سيؤدي ذلك إلى تقويض العلاقات بين الغرب وروسيا فعلاً، لأنه سيكون انتهاكاً صارخاً للالتزامات السياسية الرسمية التي تعهدت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها في عام 1997 وفقاً للاتفاقية الأساسية حول العلاقات بين روسيا الاتحادية وحلف شمال الأطلسي.
خاص وكالة رياليست.