موسكو – (رياليست عربي): لا يمكن فصل الأزمة الأوكرانية عن غيرها من الأزمات العالمية والشرق أوسطية، حيث تناولت العديد من وسائل الإعلام الغربية تلك الفكرة، وربط كثير من المحللين بين كييف ودمشق على سبيل المثال، إنها حرب جيوسياسية وباردة جديدة، تزداد سخونةً منذرةً بتحولها إلى حروب ومواجهات مباشرة والعنوان العريض حرب المحاور.
في هذا السياق تمت قراءة الموقف السوري من الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك إلى جانب روسيا، حيث أعلن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، خلال منتدى فالداي في موسكو، أن بلاده تدعم قرار الرئيس فلاديمير بوتن الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وستتعاون معهما.
وأضاف المقداد: ما يقوم به الغرب ضد روسيا حالياً مشابه لما قام به ضد سوريا خلال الحرب الإرهابية، وتابع: قوات الاحتلال الأميركي والميليشيات الانفصالية المدعومة منها تواصل سرقة ثروات الشعب السوري من نفط وقمح، الولايات المتحدة والغرب يواصلان دعم الإرهاب في سوريا الأمر الذي يشكل تهديداً لمنطقة الشرق الأوسط والعالم .
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، على مرسومين يقضيان باعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا، على خلفية أزمة عسكرية سياسية مستمرة في منطقة دونباس منذ عام 2014.
ووجه الرئيس الروسي القوات المسلحة في بلاده بضمان السلام في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، اللتين اعترفت موسكو باستقلالهما وعقدت معهما معاهدتين للتعاون المتبادل.
الموقف السوري حيال استقلال الجمهوريتين المذكورتين، يعزز فكرة سياسة المحاور العالمية، لكن السجال القائم حالياً، هو هل يمكن أن تتحرك واشنطن ضد موسكو على الساحة السورية؟ وهل ستكون قاعدة حميميم في اللاذقية على سبيل المثال تحت مرمى صواريخ الميليشيات المسلحة في الشمال؟ هل يمكن أن ترد موسكو على ذلك بالهجوم على شرق الفرات وحسم تلك المنطقة الغنية بالنفط والقمح وإعادتها إلى كنف الحكومة السورية، لا سيما بعد عدم نجاح جهود موسكو في ضم الأكراد وقسد إلى اللجنة الدستوية، والتصاق التنظيم الكردي أكثر من ذي قبل بالدعم الأمريكي؟