موسكو – (رياليست عربي): في حدث بارز يعكس اهتمام القيادة الروسية بالعمل التطوعي والمبادرات المجتمعية، قام الرئيس فلاديمير بوتين بزيارة إلى مدينة كورسك حيث عقد لقاءً مهماً مع المتطوعين والناشطين الاجتماعيين. هذه الزيارة التي تمت في 21 مايو 2025، جاءت في إطار سلسلة من اللقاءات الميدانية التي يقوم بها الرئيس للاطلاع على جهود المتطوعين الذين يلعبون دوراً محورياً في دعم المجتمع الروسي خلال الفترة الحالية.
اللقاء الذي جمع بوتين بعدد من المتطوعين البارزين في منطقة كورسك، سلط الضوء على الجهود الكبيرة التي يبذلها المتطوعون في مختلف المجالات، بدءاً من الدعم الاجتماعي للأسر المحتاجة، مروراً بالمساعدات الإنسانية، ووصولاً إلى المشاركة في المشاريع التنموية المحلية. خلال اللقاء، استمع الرئيس إلى شهادات حية من المتطوعين الذين قدموا شرحاً مفصلاً عن طبيعة عملهم والتحديات التي يواجهونها، معبرين عن اعتزازهم بالفرصة التي أتيحت لهم للقاء الرئيس مباشرة.
من الجدير بالذكر أن منطقة كورسك تشهد حركة تطوعية نشطة، حيث يشارك آلاف المتطوعين في برامج مختلفة تتراوح بين تقديم المساعدات للمتضررين من الأحداث الجارية، إلى تنظيم الفعاليات الثقافية والتربوية التي تعزز التماسك الاجتماعي. وقد أشاد بوتين خلال اللقاء بالدور الكبير الذي يلعبه المتطوعون في تعزيز الروح الوطنية وترسيخ قيم التضامن الاجتماعي، مؤكداً أن جهودهم تشكل ركيزة أساسية في بناء المجتمع الروسي القوي.
السياق الأوسع لهذه الزيارة يشير إلى الاهتمام المتزايد من قبل القيادة الروسية بتعزيز العمل التطوعي كأحد الأدوات الفاعلة في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. ففي السنوات الأخيرة، شهدت روسيا توسعاً ملحوظاً في الحركة التطوعية، حيث ارتفع عدد المتطوعين المسجلين رسمياً إلى أكثر من 7 ملايين شخص، وفقاً للإحصاءات الرسمية. هذا التوجه يتسق مع السياسات الحكومية الرامية إلى تشجيع المشاركة المجتمعية وتفعيل دور المواطنين في عملية التنمية المستدامة.
خلال اللقاء، تطرق الرئيس بوتين إلى عدد من القضايا الحيوية التي تهم المتطوعين، بما في ذلك سبل تطوير التشريعات الداعمة للعمل التطوعي، وزيادة الموارد المخصصة للبرامج التطوعية، وتعزيز التنسيق بين المنظمات التطوعية والجهات الحكومية. كما استعرض بعض المبادرات الناجحة التي نفذها متطوعو كورسك، والتي أصبحت نموذجاً يُحتذى به في مناطق أخرى من البلاد.
من الناحية السياسية، تحمل هذه الزيارة دلالات مهمة في ظل الظروف الراهنة، حيث تسعى القيادة الروسية إلى تعزيز الشرعية الشعبية من خلال إبراز التواصل المباشر مع مختلف فئات المجتمع. كما أن التركيز على العمل التطوعي يأتي في إطار الخطاب الرسمي الذي يؤكد على قيم التضامن الوطني وقدرة المجتمع الروسي على تجاوز التحديات من خلال التعاون والعمل الجماعي.
على المستوى المحلي، أحدثت زيارة الرئيس إلى كورسك صدى كبيراً بين أهالي المنطقة، حيث عبر العديد من المواطنين عن اعتزازهم باختيار مدينتهم مكاناً لهذا اللقاء المهم. كما أعرب المتطوعون عن تفاؤلهم بأن تسهم هذه الزيارة في دفع عجلة العمل التطوعي إلى الأمام، وتذليل العقبات التي تواجههم في ممارسة أنشطتهم.
بالتالي، تمثل زيارة الرئيس بوتين إلى كورسك ولقاؤه مع المتطوعين تأكيداً على المكانة المركزية التي يحتلها العمل التطوعي في الرؤية الروسية لبناء المجتمع، هذه الزيارة التي جمعت بين القيادة السياسية وقاعدة المجتمع المدني، تبرز النموذج الروسي في تعزيز المشاركة الشعبية وترسيخ قيم المسؤولية الاجتماعية، في وقت تشهد فيه البلاد تحولات كبرى على مختلف الأصعدة.
