موسكو – (رياليست عربي): أعلنت الحكومة الروسية هذا الأسبوع إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في نظامها الوطني لمتابعة وإدارة البرامج الحكومية والمشروعات القومية، وذلك في خطوة تهدف إلى رفع كفاءة الإدارة وتسريع عملية اتخاذ القرارات.
النموذج الجديد يقوم بمعالجة جميع المؤشرات والأنشطة بشكل فوري، ويقارنها مع الأهداف التنموية التي حدّدها الرئيس فلاديمير بوتين. ويُشرف على المشروع نائب رئيس الوزراء ورئيس ديوان الحكومة دميتري غريغورينكو.
وبحسب السلطات، فإن النظام قادر على تحديد الروابط المباشرة والخفية بين البرامج المختلفة، ما يسمح بوضع استراتيجيات أكثر فعالية لتحقيق الأهداف الوطنية. فعلى سبيل المثال، ترتبط قضية القدرة على شراء المساكن ليس فقط بحجم البناء والأسعار، بل أيضاً بالقدرة المالية للمواطنين وإجراءات الدعم الحكومية، وهو ما يستطيع الذكاء الاصطناعي ربطه عبر عدة برامج متوازية.
غريغورينكو أوضح أن التكنولوجيا الجديدة وصلت إلى دقة تبلغ 96% في التنبؤ بمخاطر عدم الالتزام بالمواعيد، ما يتيح التدخل قبل وقوع التأخير. وقال للصحفيين: “مهمتنا ليست تسجيل الإخفاقات بعد وقوعها، بل ضمان التنفيذ في الوقت المحدد”.
النظام يحدد كذلك المخاطر التي قد تؤدي فيها عرقلة برنامج واحد إلى تعطيل برامج أخرى. ومع ذلك، شدد غريغورينكو على أن القرار النهائي يبقى بيد المسؤولين: “الذكاء الاصطناعي لا يحل محل البشر، بل هو أداة لتبسيط عملهم”.
الميزة الأبرز تكمن في سرعة التحليل؛ إذ إن مراجعة نصف مليون ارتباط محتمل كانت ستتطلب عمل 76 خبيراً من 38 قطاعاً على مدى أربع سنوات، بينما يستطيع النظام إنجازها في يوم واحد فقط، محللاً أكثر من ألف احتمال في الدقيقة.
حتى الآن، اكتشف النموذج أكثر من 8 آلاف ارتباط جديد بين المؤشرات والمشروعات. وتُرسل هذه النتائج إلى الهيئات الفدرالية للتدقيق، وإذا لزم الأمر، تُحال إلى مركز إدارة المشروعات في الأكاديمية الرئاسية الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة (RANEPA) لمزيد من الدراسة.
المسؤولون أكدوا أن الهدف من التقنية هو تسريع القرارات وتحسين كفاءة الإدارة الحكومية، مع إبقاء المسؤولية النهائية في أيدي صانعي القرار من البشر.