موسكو – (رياليست عربي): سوف تتمكن روسيا وفرنسا من التغلب على الأزمة الحالية في العلاقات بينهما، رغم أن العودة إلى نماذج التعاون السابقة ليست في الإمكان، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية بمناسبة مرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والاتحاد السوفيتي، الذي خلفه الاتحاد الروسي.
وأشارت الوزارة إلى أن العلاقات الروسية الفرنسية لا تقتصر على هذه الشريحة بل لها تاريخ طويل وغني، لقد قطع الاتحاد الروسي وفرنسا طريقاً طويلاً ومتناقضاً معاً، حيث أفسحت فترات الصعود الطريق إلى السقوط، وأفسحت الشراكة والتحالف المجال للمواجهة وانعدام الثقة.
“يتضمن هذا السجل المشترك بورودينو، وحريق موسكو عام 1812، والحملة الخارجية للجيش الروسي مع استسلام باريس، والتي احتفلنا بالذكرى الـ 210 لها في مارس من هذا العام، هنا تحولت حرب القرم والتحالف الفرنسي الروسي إلى الوفاق، وذكر موقع وزارة الخارجية الروسية على الإنترنت أن الصفحات البطولية للأخوة في السلاح كتبت بالدم خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا كانت تعتبر بحق أحد شركاء روسيا الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي، حيث تميزت السياسة الخارجية للبلاد بالتوازن والحس السليم.
“إن موسكو مقتنعة بأنه لا يمكن لأحد أن يزيل مشاعر التعاطف والاحترام والمشاركة في المصائر التاريخية للآخر التي تربط شعبي روسيا وفرنسا، سيكون للشعب الفرنسي كلمته، وسوف تتغلب بلداننا على الأزمة الحالية، إن العودة إلى المبادئ ونماذج التعاون السابقة أمر غير ممكن. وأضافت الوزارة: “لقد تم تقويض الثقة بشكل خطير ودائم”.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الوضع المهيمن للغرب أصبح شيئا من الماضي، وقال البيان إنه كلما طال أمد تشبث باريس بهذا الماضي، كلما زادت مخاطرة أن تجد نفسها على هامش العملية التاريخية.
وفي مايو/أيار، أشار مدير الدائرة الأوروبية الأولى بوزارة الخارجية الروسية، أرتيم ستودينيكوف، إلى أن العلاقات بين روسيا وفرنسا تمر بأزمة عميقة يصعب مقارنتها حتى بفترة الحرب الباردة، وكما أشار ستودينيكوف، فإن مثل هذه العلاقات الروسية الفرنسية ليست خيار موسكو، ولكنها نتيجة “لسياسة الاحتواء والضغط على روسيا” التي اتبعها الممثلون الغربيون لسنوات عديدة، والتي تحولت في النهاية إلى حرب هجينة واسعة النطاق.
وبعد ذلك، في 25 إبريل/نيسان، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن أوروبا يجب أن تكون مستعدة لبناء علاقات مع روسيا بعد انتهاء الصراع في أوكرانيا، وأشار إلى أنه يجب بناء نظام وضمانات للأمن الأوروبي في أوروبا، الأمر الذي سيساعد في يوم من الأيام في بناء علاقات حسن الجوار مع روسيا.
وبالعودة إلى أكتوبر 2022، حذرت رئيسة الوزراء الفرنسية السابقة إليزابيث بورن من أن روسيا، بعد انتهاء العملية الخاصة لحماية دونباس، ستظل قوة كبرى وجارة لفرنسا، والتي كان من المهم لباريس أن تحافظ معها على قنوات الحوار، وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الصراع الحالي سيكون طويلا، إلا أنه “سينتهي يوما ما”.