أنقرة – (رياليست عربي): بعد تكرار تركيا موقفها الرافض لانضمام كل من فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي رغم تقديم طلبيهما رسمياً بوقت سابق اليوم الأربعاء، ذكرت وسائل إعلامية بأن المندوب التركي عطّل لاحقاً نقاشات المجلس حول هذه المسألة، طبقاً لموقع “العربية نت“.
وأوقفت أنقرة البحث في طلبي البلدين الأوروبيين، بعد أن تقدما به إلى أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ في مقر الحلف ببروكسل، بعد عزم الأخير مناقشته هذا الملف، حيث استطاع الجانب التركي، تأخير وتأجيل بدء المفاوضات، بعد أن شدد على عدم إمكانية موافقته على عقد الاجتماع في الوقت الحالي.
وكانت تركيا قد صرحت بشروطها للموافقة على دخول البلدين للحلف، من بين تلك الشروط، الاعتراف الرسمي من جانبهما، بأن حزب العمال الكردستاني، ومنظمة فتح الله غولن، (المحظوران في تركيا) بأنهما منظمتين إرهابيتين، كذلك، رفع القيود عن الإمداد العسكري، وإكمال صفقة المقاتلات F-35 الأمريكية، وشراء أخرى، إلى جانب رفع الحظر المفروض عن منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400.
وكان الناتو استقبل طلبات العضوية من هلسنكي وستوكهولم بحماس غير مسبوق، معتبراً أنهما دولتان تستوفيان كل الشروط، كما رحب أمينه العام بهذا القرار واصفاً إياه بالخطوة التاريخية، ورأى أن هلسنكي وستوكهولم تخلتا عن عقود من الحياد وعدم الانحياز الذي صبغ سياستيهما الخارجية تاريخياً.
في المقابل، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها أمام نواب حزبه في برلمان بلاده، بوقت سابق اليوم، رفضه لتلك الخطوة، وأضاف أن الدول التي “تدعم إرهابيين لا يمكن أن تصبح عضواً في الحلف الدفاعي”، في إشارة قوية إلى السويد التي استقبلت مهاجرين أتراك بينهم أكراد، خلال السنوات السابقة، فضلاً عن وقف كلا البلدين من إمدادات الأسلحة إلى تركيا على خلفية العملية العسكرية التركية في سوريا، التي تستهدف الأكراد.
في حين يرى مراقبون أن مبررات تركيا ليست إلا واجهة لمطالب ومكاسب تتطلع لحصدها من الأطلسي، متوقعين أن يكون الحوار بينها من جهة وبين بعض دول الناتو وواشنطن من جهة أخرى، أكثر حسماً في المستقبل، لاسيما في ما يتعلق بالعقوبات الأميركية التي رافقت استحواذ تركيا على منظومة إس 400 الروسية.
الجدير بالذكر أن توسيع الحلف يتطلب إجماع الدول الأعضاء الثلاثين ومن بينها تركيا التي لا يبدو أنها ستلين قريباً، على الرغم من تأكيدات ألمانية وأميركية على السواء بأن هذا الانضمام لن يواجه عقبات، وسيمر بشكل سلس.