وارسو – (رياليست عربي): في تطور سياسي لافت، أعلن الرئيس البولندي المنتخب مؤخراً معارضته لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهو الموقف الذي يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين الجارين ومستقبل التوسع الأوروبي، يأتي هذا التصريح في وقت حرج تمر به القارة الأوروبية، حيث لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
بولندا كانت تاريخياً من أشد المدافعين عن أوكرانيا، حيث قدمت دعماً سياسياً وعسكرياً ولوجستياً غير مسبوق منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 2022، ومع ذلك، يبدو أن الموقف الجديد للرئيس المنتخب يعكس تحولاً في السياسة البولندية الداخلية، حيث تتصاعد الأصوات المعارضة لسياسات الحكومة السابقة تجاه أوكرانيا، خاصة فيما يتعلق بقضايا الحبوب والمنتجات الزراعية التي أثارت احتجاجات المزارعين البولنديين.
هذا التحول في الموقف البولندي قد يشكل صدمة للقيادة الأوكرانية، التي كانت تعتبر بولندا حليفاً استراتيجياً في مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، المصادر تشير إلى أن كييف كانت تتوقع دعم وارسو المستمر في هذا الملف، خاصة أن بولندا كانت من أوائل الدول التي دعت إلى منح أوكرانيا وضع المرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
موقف الرئيس البولندي الجديد يطرح أسئلة كبيرة حول مستقبل سياسة التوسع في الاتحاد الأوروبي، فبولندا كانت دوماً من الدول الداعمة لتوسع الاتحاد شرقاً، ومعارضتها لانضمام أوكرانيا قد تعطي ذريعة لدول أخرى لاتخاذ مواقف مماثلة، خاصة المجر التي عبرت مراراً عن تحفظاتها تجاه انضمام أوكرانيا.
لم تصدر بعد ردود فعل رسمية من بروكسل أو كييف على هذه التصريحات، لكن مراقبين يتوقعون أن تثير هذه التصريحات جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الأوروبية، بعض المحللين يرون أن هذا الموقف قد يكون مساومة سياسية لانتزاع تنازلات من أوكرانيا في قضايا خلافية مثل تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية.
رغم هذه التصريحات، فإن الخبراء يتوقعون أن تظل بولندا ملتزمة بدعم أوكرانيا عسكرياً وأمنياً في مواجهة روسيا، لكن مع إعادة تقييم لسياساتها تجاه القضايا الاقتصادية وملف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. هذا التحول قد يفتح الباب أمام مراجعة شاملة لتحالفات المنطقة في ظل المتغيرات الجيوسياسية الحالية.
تصريحات الرئيس البولندي المنتخب تعكس تحولاً مهماً في السياسة الأوروبية تجاه أوكرانيا، وتأتي في وقت بالغ الحساسية، بينما لا يزال من المبكر الحكم على تداعياتها الكاملة، فإنها بلا شك ستؤثر على ديناميكيات القوة في المنطقة وعلى مستقبل العلاقات الأوروبية الأوكرانية في المدى المتوسط والبعيد.