موسكو – (رياليست عربي). قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن موسكو لا تخطط لإطلاق أي عمليات عسكرية خاصة جديدة، مؤكداً أن تجنب مزيد من التصعيد ممكن إذا ما اعتمدت أوروبا ما وصفه بنهج أكثر احتراماً لروسيا وأخذت مصالحها بعين الاعتبار.
وجاءت تصريحات بوتين رداً على سؤال من صحفي في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، حيث اعتبر أن مستوى المواجهة الحالي تقوده نخب سياسية غربية، لا نية عدوانية من جانب روسيا. وقال: «إنهم – أي الساسة الغربيين – من صنعوا الوضع الحالي وهم من يصعّدون التوتر. هل سنهاجم أوروبا أو شيئاً من هذا القبيل؟ هذا هراء. يجري تضخيم الأمر لأسباب سياسية داخلية وصناعة صورة عدو».
وأضاف بوتين أن تصوير روسيا كتهديد يُستخدم للتغطية على مشكلات بنيوية أعمق داخل السياسة الأوروبية. وأعاد التذكير بتوسّع حلف شمال الأطلسي شرقاً، معتبراً أنه مثال على «وعود مكسورة» من الغرب، وقال: «لو لم تُضلّلونا كما حدث مع توسّع الناتو شرقاً، لكان بالإمكان تجنّب المزيد من المواجهة».
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال بوتين إن روسيا تحتل المرتبة الرابعة عالمياً من حيث الناتج المحلي الإجمالي وفق معيار تعادل القوة الشرائية، بعد الصين والولايات المتحدة والهند، بينما تحتل المملكة المتحدة «المرتبة السابعة أو الثامنة» بحسب المعيار نفسه.
وأشار الرئيس الروسي إلى ما وصفه بفرص اقتصادية ضائعة، مؤكداً أن تعاوناً أوثق بين أوروبا وروسيا كان يمكن أن يحقق نمواً كبيراً للطرفين. وذهب إلى أن اقتصاداً أوروبياً–روسياً مشتركاً، إذا قيس بتعادل القوة الشرائية، سيتجاوز اقتصاد الولايات المتحدة.
وتأتي تصريحات بوتين في ظل استمرار التوتر بين روسيا وأوروبا على خلفية الحرب في أوكرانيا، وتوسّع الناتو، والعقوبات الغربية الواسعة المفروضة على موسكو. ويبدو أن حديثه يهدف إلى ترسيخ الرواية الروسية القائلة إن جذور الأزمة الحالية تعود إلى خيارات وسياسات غربية، وليس إلى سلوك روسي عدائي.






