نيودلهي – (رياليست عربي): بعد الصين، حط وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، رحاله في نيودلهي، وسط تساؤلات عما إذا كانت الهند ستحيد عن حيادها حيال أزمة أوكرانيا، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
تأتي زيارة لافروف بعد تحذير أمريكي للهند من مغبة تقاربها مع روسيا، خاصة بعد أن امتنعت نيودلهي عن التصويت على قرارات في الأمم المتحدة، التي دعت لفرض عقوبات على موسكو على خلفية العملية العسكرية في أوكرانيا، ومرد ذلك أن الهند لا تزال تشتري النفط الروسي، وتعتبر السوق الروسية للسلاح المصدر الأول للتسلح في الهند.
ويرى المراقبون أن المقاربة الهندية الحالية للحرب الروسية الأوكرانية وما خلفته من أزمة حادة بين موسكو وعواصم الغرب، هي امتداد لنهجها الوسطي التقليدي المعروف عنها ولا سيما منذ دورها المحوري في تأسيس حركة عدم الانحياز، وبحكم العلاقات الهندية الوثيقة مع الاتحاد السوفيتي السابق، محكومة بالحفاظ على الإرث العميق من الروابط القوية تلك مع الاتحاد الروسي الحالي، وهي تالياً حريصة على عدم إقحام نفسها في استقطابات الأزمة الأوكرانية الحادة، والحفاظ على مصالحها الحيوية وثوابت سياستها الخارجية، وتوازن علاقاتها كقوة دولية كبيرة.
هذا ورغم اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وفرض العقوبات الغربية على موسكو، اشترت شركة النفط الهندية الحكومية 3 ملايين برميل من النفط الخام من روسيا لتأمين احتياجاتها من الطاقة، مقاومة بذلك الضغوط الغربية عليها لتجنب مثل هذه الصفقات.
وأكد مسؤول حكومي هندي أن بلاده تتطلع لشراء المزيد من موسكو رغم الدعوات الغربية بتجنب ذلك، فيما ذكرت تقارير إعلامية هندية أن روسيا تقدم خصماً على مشتريات النفط للهند بنسبة 20 في المئة مقارنة بالأسعار القياسية العالمية.
الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، قد وصف الهند بأنها استثناء بين حلفاء الولايات المتحدة، بسبب موقفها “المتردد” من عملية روسيا العسكرية في أوكرانيا، ربما يأتي ذلك في حفاظ واشنطن على العلاقات التجارية حيث تُعتبر الهند شريك تجاري ضخم حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين الهند والولايات المتحدة الأميركية يقارب 146 مليار دولار.