بيروت – (رياليست عربي): انتخب مجلس النواب اللبناني، نبيه بري رئيساً له للمرة السابعة على التوالي، في أول جلسة يعقدها البرلمان الجديد الذي بات يضم بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، كتلاً غير متجانسة لا تحظى أي منها بأكثرية مطلقة.
ويأتي انتخاب بري (84 عاما) بعد سلسلة أزمات شهدها لبنان خلال السنوات الأخيرة بينها انهيار اقتصادي متسارع واحتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة وانفجار مرفأ بيروت.
وأتاحت الانتخابات النيابية الأخيرة، التي جرت في 15 أيار وصول 13 نائباً مستقلاً على الأقل إلى البرلمان، بينهم أطباء ومحامون ومهندس وأساتذة جامعيون انبثقوا من تظاهرات 17 تشرين الثاني 2019 التي طالبت بإسقاط كل الطبقة السياسية التقليدية رغم ذلك تمكن بري حليف حزب الله القوي، من جمع العدد الكافي من الأصوات للبقاء على رأس البرلمان.
وسادت حالة من الهرج والمرج عند بدء فرز الأصوات بعد امتناع بري عن قراءة أوراق الاقتراع التي تضمنت عبارات عدة تعد ملغاة واعترض عدد من النواب بينهم المستقلون على ذلك، قبل أن يعود بري ويوافق على قراءتها علناً. وقد جاء في بعضها “العدالة لضحايا انفجار المرفأ”، في إشارة إلى عرقلة التحقيق في انفجار المرفأ الذي وقع في الرابع من آب 2020، و”العدالة للمودعين”، في إشارة إلى الانهيار الكامل واحتجاز ودائع اللبنانيين في المصارف، و”لقمان سليم”، الناشط المعارض لحزب الله الذي اغتيل من دون أن يكشف منفذو الجريمة حتى الآن، و”الجمهورية القوية”.
وأكّد بري في كلمة إثر انتخابه احترامه لنتائج الانتخاب وقال “سأعمل بكل رأي أو نقد بناء وسوف ألقي خلفي كل إساءة وسنلاقي الورقة البيضاء بقلب أبيض ونية صادقة ويد ممدودة للجميع بالتعاون المخلص من أجل إنقاذ لبنان”.
ودعا النواب الـ128 إلى العمل معاً من أجل “إنجاز الاستحقاقات الدستورية في موعدها” والحؤول دون حصول “الفراغ في أي سلطة”.
يقع على عاتق البرلمان الجديد مسؤولية إقرار مشاريع قوانين وإصلاحات ملحّة يشترطها صندوق النقد الدولي من أجل دعم لبنان على وقع انهيار اقتصادي مستمر منذ العام 2019.