الرياض – (رياليست عربي): اختُتمت أعمال مجلس دول التعاون الخليجي الذي عُقد في الرياض ببيان أثار جدلاً في الأوساط الدولية، لا سيما ما يتعلق بالتوفيق بين مصالح الخليج العربي والموازنة في العلاقات ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفقاً لمراقبين عرب.
أولى ردات الفعل الغربية على البيان الخليجي أتت على لسان الدبلوماسي الأمريكي السابق، ألبيرتو ميغيل فيرنانديز والذي قال كان موقف السعوديين والدول العربية الأخرى منطقياً من حرب أوكرانيا، مضيفاً: كان هناك تعاطف مع الضحايا، واهتمام بإنهاء الحرب، ولكن الأهم من ذلك كله، إعطاء الأولوية لمصلحتهم الوطنية، الطريق الصحيح بحسب تعبيره.
أما الموقف الروسي فقد تجسد عبر تصريح وزير الخارجية سيرجي لافروف الذي حضر الاجتماع الخليجي والذي قاله فيه: إن دول الخليج أكدت عدم مشاركتها في تبني العقوبات الغربية الموقعة على روسيا، مضيفا في كلمة عقب اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي وروسيا: “لا يمكن السماح لمجموعة من الدول أن تهيمن على الساحة الدولية، وللأسف فإن شركائنا الغربيين قد وضعوا أولوية أمامهم بتشكيل عالم من قطب واحد مبني على القواعد التي يعلنونها بأنفسهم”.
من جهتهم رأى مراقبون خليجيون بأن دولهم عرفت كيف توازن في موقفها بين علاقاتها ومصالحها مع الولايات المتحدة التي تتواجد بشكل كبير في منطقتهم، وبين العلاقة مع روسيا كدولة كبرى ووازنة لها مكانتها والخليج بحاجة لحياكة علاقات عسكرية واقتصادية وتجارية معها.
وأضاف هؤلاء: لا يمكن للخليج أن يذهب مع واشنطن إلى نهاية الطريق فيما يخص الملف الأوكراني، فلدول المنطقة مصالحها وقراءاتها أيضاً وفق تعبيرهم.
وكان المجلس الوزاري الخليجي قد أكد على أن “موقف مجلس التعاون من الأزمة الروسية الأوكرانية مبني على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والحفاظ على النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها”.