لندن – (رياليست عربي): بعد سنوات من السبات الاستراتيجي لبعض أعضاء حلف الناتو، استفاق هؤلاء على ما يرونه تهديدات كبيرة لأمنهم ومصالحهم ، لقد بات الشعار حالياً إعادة بث الحياة الغربية في حلف شمال الاطلسي بالتزامن مع اندلاع توترات عسكرية وسياسية حول العالم.
في هذا السياق طالب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، في القمة المنعقدة بالعاصمة الإسبانية مدريد، بزيادة نفقاتهم العسكرية.
فقد أعلنت بريطانيا، أن بوريس جونسون سيطالب قادة بقية الدول الأعضاء في حلف الناتو بزيادة نفقاتهم العسكرية وذلك ردا على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وكانت دول الناتو تعهدت بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم في العام 2014، بأن تزيد بحلول العام 2024 ميزانياتها الدفاعية إلى 2% على الأقلّ من إجمالي ناتجها المحلّي.
ومن أصل 30 دولة، وحدها 8 دول حقّقت هذا الهدف أو تجاوزته بحلول 2021، ولكن منذ ذلك الحين زاد العديد من الدول مستوى تسليحه بسبب الحرب في أوكرانيا.
وجاء في بيان صادر عن دوانينغ ستريت إن جونسون سيلقي أمام قمّة مدريد كلمة سيقول فيها “نحن بحاجة لأن يمدّ الحلفاء، جميع الحلفاء، أيديهم بعمق إلى جيوبهم لإعادة الردع وضمان الدفاع خلال العقد المقبل، وبحسب البيان فإنّ الحرب في أوكرانيا تستدعي من الناتو أن يتكيّف مع تهديدات جديدة وأقوى.
وتأتي مشاركة جونسون في قمّة الأطلسي إثر التزامه تعزيز الوجود العسكري البريطاني في إستونيا، الدولة المطلّة على بحر البلطيق والحدودية مع روسيا.
يُذكر أن جونسون رفض مراراً وتكراراً الدعوات إلى زيادة كبيرة في ميزانية الدفاع البريطانية، حيث أصر على أن مراجعة الإنفاق العام الماضي ” عززت مكانة بريطانيا كأكبر منفق على الدفاع في أوروبا.
فيما يرى مراقبون بريطانيون أن جونسون بدأ يتلمس رأسه حالياً، إذ كانت لدى الرجل قناعة مسبقة تتمثل في المعادلة القائلة بأنه ليس من واجب بريطانيا تحمل أعباء احتياجات أوروبا والناتو ، ولذلك حاول الرجل تخفيض النفقات سابقاً ليعود مجدداً ويناقض نفسه بالترويج لزيادة الإنفاق بسبب ما يقولون أنها مخاطر عالمية محدقة.