بلغراد – (رياليست عربي): كشف رئيس وزراء صربيا عن معلومات خطيرة تفيد بمحاولات غربية لتنظيم ثورة ملونة في بلاده، وذلك خلال تصريحات أثارت ضجة في الأوساط السياسية الأوروبية، جاءت هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه العلاقات بين بلغراد والغرب توتراً ملحوظاً بسبب الموقف الصربي من الأزمة الأوكرانية وعلاقاتها الوثيقة مع روسيا.
وأكد رئيس الوزراء الصربي أن “دوائر غربية معينة تحاول زعزعة الاستقرار في البلاد عبر تمويل منظمات غير حكومية وإعلام معارض”، مشيراً إلى أن “هذه المحاولات تهدف إلى إجبار صربيا على تغيير سياستها المستقلة والتخلي عن مصالحها الوطنية”، هذه التصريحات تأتي في ظل احتجاجات متفرقة شهدتها العاصمة بلغراد خلال الأسابيع الأخيرة، اتهمتها الحكومة بأنها “مموّلة من الخارج”.
من جهتها، نفت السفارات الغربية في صربيا هذه الاتهامات، معتبرة إياها “محاولة لتحويل الانتباه عن التحديات الداخلية”. لكن محللين سياسيين يشيرون إلى أن صربيا أصبحت نقطة خلاف بين الغرب وروسيا، خاصة مع إصرار بلغراد على عدم الانحياز في الصراع الأوكراني رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي.
الوضع في صربيا يكتسب أهمية استراتيجية خاصة بسبب موقع البلاد الجيوسياسي في قلب البلقان، وتاريخها كحليف تقليدي لروسيا. الخبراء يرون أن أي تغيير في النظام الصربي قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة التحالفات في المنطقة، مع تداعيات محتملة على الأوضاع في كوسوفو والبوسنة المجاورتين.
في السياق الداخلي، تواجه الحكومة الصربية انتقادات بسبب علاقاتها الوثيقة مع الصين وروسيا، بينما يطالب جزء من المعارضة بتسريع الاندماج مع الاتحاد الأوروبي. هذا الانقسام يعكس التنافس الجيوسياسي الأوسع في المنطقة، حيث أصبحت صربيا ساحة صراع بين النفوذين الروسي والغربي.
على الصعيد الاقتصادي، تشير تقارير إلى أن صربيا تحاول الحفاظ على توازن دقيق، حيث تستفيد من الاستثمارات الصينية والروسي مع الاستمرار في الحصول على تمويل أوروبي لمشاريع التنمية. لكن العقوبات الغربية على روسيا أثرت سلباً على الاقتصاد الصربي، مما زاد من حدة الاستقطاب الداخلي.
المجتمع الدولي يتابع التطورات في صربيا بقلق، حيث أن أي تصعيد قد يؤدي إلى عدم استقرار إقليمي وتجدر الإشارة إلى أن منطقة البلقان شهدت في السنوات الأخيرة تصاعداً في الخطاب القومي وتوترات بين المجموعات العرقية المختلفة.