مانيلا – (رياليست عربي). أعلنت الشرطة الفلبينية الأحد أنها اعتقلت 49 شخصاً عقب مواجهات عنيفة قرب القصر الرئاسي، حيث رشق المتظاهرون عناصر الأمن بالحجارة والزجاجات والقنابل الحارقة، وأغلقوا طرقاً وجسوراً مؤدية إلى المنطقة.
وأفادت السلطات بإصابة نحو 70 شرطياً خلال الاشتباكات التي استمرت لساعات وشارك فيها نحو 100 شخص مسلحين بالعصي ورافعين أعلاماً ولافتات مناهضة للفساد. وقد أقدموا على تخريب ممتلكات عامة، وكتابة شعارات على الجدران، وتحطيم زجاج مبانٍ ونهب نزلٍ صغير قبل أن يتفرقوا مع حلول الليل. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لإعادة النظام، فيما تقرر تعليق الدراسة في بعض الأحياء المتضررة.
المواجهات جاءت في وقت انضم أكثر من 33 ألف شخص لمسيرات سلمية في حديقة ريزال ونصب الديمقراطية وسط مانيلا، احتجاجاً على فضيحة فساد هائلة في مشاريع السيطرة على الفيضانات بقيمة تتجاوز 545 مليار بيزو (9.5 مليار دولار). وتتهم التحقيقات مشرعين ومسؤولين ومقاولين بالاستيلاء على عمولات ضخمة، خصوصاً في مقاطعات معرّضة للفيضانات مثل بولاكان.
الغضب الشعبي تفاقم بعد أن ظهر زوجان ثريان مرتبطان بالقضية في مقابلات تلفزيونية وهما يستعرضان أسطول سيارات فاخرة، بينها طراز بريطاني بقيمة 42 مليون بيزو (737 ألف دولار).
الرئيس فيرديناند ماركوس الابن، الذي وصف الفساد في يوليو بأنه «مروّع»، شكّل لجنة مستقلة للتحقيق في نحو 10 آلاف مشروع أُقرت منذ منتصف 2022، كما قبل استقالة وزير الأشغال العامة على خلفية الفضيحة.
ولم يتضح ما إذا كان ماركوس داخل القصر عند اندلاع العنف، فيما أكدت الشرطة أن الوضع «تحت السيطرة»، محذرة من أن التخريب لن يُسمح به.
من جانبه، دعا الكاردينال بابلو فيرجيليو ديفيد، رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك، إلى استمرار الاحتجاجات السلمية، مؤكداً أن الهدف «ليس زعزعة الاستقرار، بل تعزيز الديمقراطية».
الناشطة الطلابية ألتيا ترينيداد، القادمة من بولاكان، عبرت عن استيائها: «نغرق في الفقر ونفقد منازلنا، بينما يكدّسون الثروات من ضرائبنا لشراء سيارات فارهة ورحلات خارجية».