برلين – (رياليست عربي): قال فلاديسلاف بيلوف، رئيس مركز الدراسات الألمانية في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن وسائل الإعلام الألمانية ساهمت إلى حد كبير في خلق جو من الهستيريا المعادية لروسيا في ألمانيا.
هذه الأجواء التي تسبب بها الإعلام الألماني ضد روسيا، دفعت الحكومة الألمانية إلى اتخاذ قرارات غير مناسبة على مستوى الداخل الألماني، والكيانات الاقتصادية والجامعات والمؤسسات والمنظمات العلمية والثقافية والطبية وغيرها، الأمر الذي أضر بكل ما سبق، خاصة لجهة تعليق المشاريع الألمانية – الروسية المشتركة، وفصل الموظفين، وإنهاء العقود وغيرها من الإجراءات.
وقال بيلوف، أن هذا الوضع، دفع المستشار الاتحادي ورؤساء وزارة الخارجية ووزارة الداخلية إلى الإدلاء بتصريحات مناسبة حول عدم مقبولية مثل هذه الحالات من التمييز، وأضاف رئيس مركز الدراسات الألمانية “لكنهم لم يعودوا قادرين على تغيير الجو المعادي لروسيا”.
ويرى بيلوف أن هذا الأمر أدى إلى تشكيل خلفية سلبية تجاه موسكو من جانب الحكومة وجماعات المصالح الرئيسية، الأمر الذي دفع الألمان وتحديداً في أوائل مارس/آذار إلى اتخاذ قرار بتعليق الأنشطة التجارية في روسيا، ومن بينها فولكس فاجن، دايملر تراك، مجموعة مرسيدس بنز إيه جي، أليانز، دي إتش إل، أديداس، بوما، سيمنز، من ناحية أخرى قررت إدارة اثنين من البنوك الألمانية الرائدة، وهما Deutsche Bank وCommerzbank، في وقت واحد تقريباً إغلاق أعمالها بالكامل في الاتحاد الروسي.
ويقول بيلوف، رئيس مركز الدراسات الألمانية، أن ألمانيا هي أحد الأطراف الرئيسية في حِزم العقوبات التي وضعها الاتحاد الأوروبي واعتمدها ضد روسيا، لكن عملياً كل القوى السياسية الألمانية تدعم الحكومة الرسمية في هذا الأمر، في الوقت نفسه، تولي برلين اهتماماً خاصاً بالحاجة إلى ضمان إمدادات موثوقة على المدى المتوسط من المواد الخام الأحفورية من روسيا، وخاصة الغاز.
كما ستكون ألمانيا مستعدة لفرض عقوبات على ناقلات الطاقة فقط طالما تم العثور على بدائل مستدامة، حيث سيكون من الأصعب القيام بذلك فيما يتعلق بغاز خط الأنابيب”.