إسلام أباد – (رياليست عربي): قالت المحللة السياسة الباكستانية، والباحثة في معهد جنوب آسيا، عائشة صديق، إن باكستان غارقة في أزمة سياسية واقتصادية خطيرة، لم يؤد تغيير الحكومة في أبريل/ نيسان من هذا العام، عندما تمت الإطاحة بعمران خان كرئيس للوزراء إلى تحسين الثقة الاقتصادية، قد يكون الوضع في البلاد أفضل قليلاً من حالة سريلانكا المجاورة، ولكن ليس كثيراً.
وأضافت صديق، أن النخب الحاكمة في كلتا الدولتين مذنبة بنفس التهور وقصر النظر، حيث كانت الإطاحة بخان هي أحدث حلقة في سلسلة طويلة من التدخل العسكري الباكستاني في السياسة، الجديد في الوضع الحالي هو أن موقف الجيش نفسه من خان منقسم، وهذا يمكن أن يثير موجات جديدة من عدم الاستقرار السياسي في باكستان.
لا تشك الباحثة السياسية الباكستانية في أن الجيش لعب دوراً رئيسياً في الإطاحة بعمران خان، رغم أن أحزاب المعارضة، التي عادت إلى السلطة الآن، يُنسب إليها الانتصار السياسي على رئيس الوزراء السابق.
وأضافت أن الجيش يستخدم الحرب المعلنة ضد الفساد لنزع الشرعية عن السياسيين وليس لمحاربة سوء الإدارة المالية، كما قامت المستويات العليا من الجيش بترقية خان في البداية بسبب استيائهم من الأحزاب التقليدية في باكستان، حيث كانت هناك خطة واعية لإضعاف نظام الحزبين التقليدي بعد نهاية حكم مشرف، وفق اعترافات رئيس مخابرات سابق.
إلى ذلك، أوضحت عائشة صديق أن أولئك الذين تحدثوا عن صعود الطبقة الوسطى وإزالة السلطة من ممثلي السياسة الأسرية استخدموا كاريزما خان الشخصية كأداة لكسب مساحة من الأحزاب القائمة، على الرغم من نجاحهم في الإطاحة بخان من خلال التصويت بحجب الثقة عن البرلمان، إلا أن الحكومة الجديدة لم تخرج منتصرة في المواجهة السياسية، حيث “يواصل عمران خان الهيمنة على النقاش العام بسرد شعبوي يصوره كشخص نظيف يقاتل النخبة السياسية الفاسدة.”
في رأيها، بدأ الجيش في دفع ثمن ألعاب السلطة، حيث أصبح أعضاء الطيف الحزبي بأكمله أكثر ميلاً إلى اتهام قادتهم بالتلاعب بالعمليات السياسية، على الرغم من أنهم ما زالوا غير مستعدين للترويج لاستغلال الموارد الوطنية من خلال الجنرالات، هذه قصة أسر النخبة حيث تتعاون القيادة المدنية والعسكرية في باكستان مع بعضها البعض.
وخلصت الباحثة صديق إلى أنه في نهاية المطاف، يمكن أن تنشأ مواجهة حقيقية بين الاثنين إذا تقلص حجم الكعكة المالية المتاحة للنهب، مما يجبر كلا الجانبين على القتال حول من يحصل على النصيب الأكبر من الغنائم، ومع ذلك، لم تصل باكستان بعد إلى هذه النقطة، وحتى ذلك الحين من المرجح أن تتأرجح البلاد من أزمة إلى أخرى.