طهران – (رياليست عربي): قالت وسائل إعلام رسمية في إيران إن آلافاً من أنصار المؤسسة الدينية، من بينهم 50 ألفاً من أفراد الحرس الثوري وقوات الباسيج، احتشدوا خارج العاصمة طهران بعد أن اتخذت احتجاجات على ارتفاع أسعار المواد الغذائية منحىً سياسياً، طبقاً لوكالات أنباء.
وخرجت مظاهرات شعبية عارمة في عدد من المدن الإيرانية على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية، وخاصة بما يتعلق بالأمن الغذائي، إذ عللت الحكومة الإيرانية أن سبب نقص مادة الخبز حدثت بفعل تهريب المادة إلى العراق وأفغانستان، ما سبب انخفاضاً ملحوظاً في عموم المدن الإيرانية.
وقال قائد الحرس الثوري حسين سلامي في تصريحات بثها التلفزيون خلال المسيرة الضخمة التي نُظمت خارج العاصمة طهران في ذكرى تحقيق انتصار كبير في حرب إيران ضد العراق في الثمانينات “يعتقد الأعداء خطأ أن الشعب الإيراني سيستجيب .. للشائعات التي ينشرونها والأكاذيب التي يقولونها”.
وتواجه إيران من وقت لآخر مثل هذه الاحتجاجات، فيما بيّنت المظاهرات المضادة بأنها تهديد مبطن، خاصة وأن للشعب تجارب سابقة مع قمع مظاهراتهم من قبل قوات الحرس الثوري.
وتقول السلطات الإيرانية إن الاضطرابات المتعلقة بارتفاع أسعار المواد الغذائية أثارها أعداء أجانب، وعرض التلفزيون الرسمي متظاهرين مؤيدين للحكومة وهم يهتفون “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل” في مدينتي ياسوج وشهركرد في جنوب غرب البلاد واللتين شهدتا احتجاجات في الآونة الأخيرة.
وفيما يبدو أن إيران تغرد خارج السرب، فالأزمات الاقتصادية تعصف بأكبر الدول، بما فيها الولايات المتحدة التي تعاني ارتفاعاً في التضخم وارتفاعاً في أسعار المحروقات، فضلاً عن فقدان مادة الحليب من الأسواق، وتتذرع بأن السبب روسيا، بدل أن تبحث على الحلول، لنجد أن كل دولة تعلق أخطائها بدولة أو قوى أخرى دون بحث المشكلة وأسبابها ومعالجتها.
وتظاهر الإيرانيون في الشوارع الأسبوع الماضي بعد أن تسبب خفض دعم الغذاء في ارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 300 بالمئة لبعض المواد الغذائية الأساسية التي تعتمد على الدقيق، وسرعان ما اكتسبت الاحتجاجات منحى سياسياً مع مطالبة الحشود بوضع نهاية للجمهورية الإسلامية في تكرار للاضطرابات التي وقعت عام 2019 وانطلقت شرارتها بسبب ارتفاع أسعار الوقود.
ويقول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بإيران إن خدمات الإنترنت معطلة منذ الأسبوع الماضي، وهو ما يُنظر إليه على أنه محاولة من قبل السلطات لوقف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم التجمعات ونشر مقاطع مصورة، ونفى المسؤولون الإيرانيون حدوث أي انقطاع في الإنترنت.