طرابلس – (رياليست عربي): طرحت الساعات الأخيرة، تساؤلات داخل الساحة السياسية الليبية وبين قبائل البلاد، التي تعتبر لاعباً أساسياً في كل المراحل، وتتضح أهميتها بشكل أكبر في هذه المرحلة، في ظل تردي الحالة الأمنية وارتباطها بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ليكون من أبرز هذه التساؤلات، مدى طرح سيف الإسلام القذافي الراغب في الترشح على منصب الرئاسة، إمكانية دعم ومساندة مساعي تأجيل الانتخابات في الوقت الحالي، تكون ورقة جاهزة في حالة رفض طعنه على قرار مفوضية الانتخابات بعدم أهليته للترشح في الانتخابات الرئاسية.
وفي هذا الصدد، كشفت مصادر ليبية مطلعة، في تصريحات خاصة، أن ساسة محسوبين على “سيف الإسلام” التقوا مع مسؤولين بالمجلس الأعلى للدولة، مقيمين في فرنسا، وطرحت احتمالات من الممكن أن تبذل من الجانبين، لعدم إقامة الانتخابات الرئاسية أو تأجيلها مؤقتاً، لحين التوصل إلى اجراءات يتم السير عليها في الفترة المقبلة، ترضي مشاركة مجلس الدولة في الانتخابات، وهو الرافض حالياً لإجراء الاستحقاق الرئاسي والبرلماني من جهة، ومن جهة أخرى، الوصول إلى طرق تسمح لـ”سيف الإسلام” التواجد في الانتخابات الرئاسية وقبول أوراقه كمرشح.
ويتزامن ذلك، مع وجود أصوات رافضة لإجراء الانتخابات الليبية في مواعيدها المقررة، لا سيما في ظل نقد كثيرين للقوانين الانتخابية معتبرين أنها لم تعتمد بشكل قانوني وتوافقي.
ويعتبر المجلس الأعلى للدولة، بمثابة غرفة ثانية للبرلمان في ليبيا، ويعد أبرز الرافضين للانتخابات، في حين لم تقبل لجنة الانتخابات في ليبيا، أوراق ترشح “سيف الإسلام” البالغ من العمر 49 عاماً، نجل الرئيس الليبي الأسبق العقيد معمر القذافي .
وتشهد ليبيا في الوقت الحالي، محاولات لعرقلة الخطة الأمنية لتأمين الانتخابات، والعمل من جانب أطراف سياسية لعدم لإفشال إتمام الانتخابات في موعدها المقرر في 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، الأمر الذي جاء في وقت سابق، بمؤتمر صحفي بين وزير الداخلية بالحكومة الليبية المؤقتة خالد مازن وزيرة العدل في طرابلس، ليعلنا أن استمرار عرقلة الخطة الأمنية واتساع رقعة الاعتداءات، سيؤدي الى الإضرار بكل الجهود وينعكس مباشرة على سير عملية الانتخابات والالتزام بموعدها.
ويأتي ذلك على خلفية حوادث منذ الخميس الماضي في سبها بجنوب البلاد الواقعة على بعد 650 كم جنوب طرابلس، بدأت بمنع من جانب أفراد قيل أنهم أنصار المشير خليفة حفتر، وصول محامي “سيف الإسلام” إلى مجمع محاكم سبها، للاستئناف على رفض ترشيحه للرئاسة، واجهها تنظيم عشرات الأشخاص من أنصار “سيف الإسلام” وقفة احتجاجية في نفس المكان، الأمور التي جاءت باعتذار اللجنة المشكلة بمحكمة سبها للنظر في الطعون عن القيام بعملها بسبب انفلات الوضع الأمني، فضلاً عن انسحاب القوة العسكرية التي كانت تحيط بمبنى محكمة سبها الابتدائية من المكان، ليقوم الفريق القضائي المكلف بالنظر في الطعون الانتخابية بالمحكمة بتأجيل النظر فيها وعدم إصدار الأحكام النهائية بحق المترشحين حتى إشعار آخر.
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات الأسبوع الماضي استبعاد 25 مرشحاً لعدم التزامهم بأحكام قانون الانتخابات، من بينهم “سيف الإسلام” الذي يعول على دعم أنصار نظام والده خاصة في جنوب البلاد حيث مسقط رأس قبيلته “القذاذفة”.
خاص وكالة رياليست.