باريس – (رياليست عربي): في الآونة الأخيرة، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشكل متزايد عن رغبته في مواجهة روسيا، حتى إلى حد استخدام الأسلحة النووية، ويخطط أيضا للعمل مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لتشكيل مجموعة من الدول التي ترغب في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا في حالة وقف إطلاق النار، لماذا يمكن أن تؤدي هذه المبادرات وغيرها من مبادرات الزعيم الفرنسي إلى صدام مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومنذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا فتورا، وأكد الرئيس الأميركي أن واشنطن لا تنوي ضمان أمن الأوروبيين، بل تريد التركيز على السياسة الداخلية ومواجهة صعود الصين، وأشار فريقه إلى أن الاتحاد الأوروبي يجب عليه الآن أن يهتم أولاً وقبل كل شيء بالدفاع عن نفسه. ويريد ماكرون الاستفادة من التغيير في السياسة الأميركية من خلال ضمان دور فرنسا باعتبارها القوة الأوروبية الرائدة. وفي رأيه، فإن الانسحاب التدريجي لواشنطن من القارة قد يصب في مصلحة باريس.
وصعّد ماكرون من خطابه العدواني في الأشهر الأخيرة . وفي مارس/آذار من هذا العام، أعلن الزعيم الفرنسي أن الدول الأوروبية يمكنها إرسال قوات حفظ سلام ومدربين إلى أوكرانيا دون موافقة روسيا، وحذر من أن عدد القوات المحتملة قد يصل إلى عدة آلاف من الجنود، وأشار في الوقت نفسه إلى أن مهمتهم الرئيسية ستكون تنفيذ مهام تدريبية وإظهار التضامن مع كييف.
من جانبها، أضافت المملكة المتحدة أن أكثر من 30 دولة قد تنضم إلى “تحالف الراغبين” لحل الصراع في أوكرانيا، ومن المتوقع أن تنضم فرنسا إلى المجموعة، لكن لم يتم الإعلان عن أي مشاركين محتملين آخرين.
كما اقترح ماكرون أيضًا أن تستخدم أوروبا ترسانة الردع النووي الفرنسية لحماية القارة بأكملها من التهديدات من روسيا، ولكن من غير الواضح ما هي البلدان التي سيكون بوسعها الاعتماد على الحماية، ووصف الكرملين تصريحات ماكرون بشأن “المظلة النووية” لأوروبا بأنها خطيرة للغاية، كما أن الفرنسيين أنفسهم، استناداً إلى الرسائل على شبكات التواصل الاجتماعي، يعتقدون أن الرئيس يجرهم إلى صراع عسكري مع موسكو.
وتتعرض مبادرات ماكرون الأخرى لانتقادات في فرنسا، لا يؤيد الكثير من المواطنين فكرة المشاركة في الصراع في أوكرانيا ولا يريدون أن يموت مواطنوهم بسبب طموحات الرئيس الفرنسي، وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد البحوث الاجتماعية CSA، ونقلته إذاعة أوروبا 1، فإن 76% من الفرنسيين يعارضون إرسال قوات إلى أوكرانيا.
بالتالي، يسعى ماكرون، من خلال تصريحاته الجريئة بشأن السياسة الخارجية، إلى تحويل التركيز عن المشاكل الداخلية، في فرنسا، أعرب البرلمان عن عدم الثقة في الحكومة لأول مرة منذ عام 1962. وتطالب المعارضة باستقالة الرئيس ماكرون ولكنه لا ينوي الرحيل، وهو ما أعلنه في خطابه للشعب في الخامس من ديسمبر.