لندن (رياليست – عربي): افتتحت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، جلسة مساءلة حكومتها في البرلمان أمام طوفان من صيحات الاستهجان ووابل من الانتقادات.
إلا أن السياسية المحافظة تصدت هذه المرة بشدة للانتقادات والسخرية أيضاً، لاسيما من قبل زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر.
كما أصرت على أنها لن تستقيل من منصبها وسط جو عاصف في جلسة مساءلة هي الأولى منذ التراجع عن خطتها الضريبية؛ إلى ذلك، كررت اعتذارها، لكن دون أن تبدو عليها ملامح الهزيمة هذه المرة، إذ قالت: “لقد كنت واضحة جدا، واعتذرت، لكن الآن ينبغي تنفيذ التغييرات التي أعلنت عنها الحكومة”.
لكن سيوف المنتقدين لم ترحمها، بل طالتها من كل حدب وصوب، فقد شكك العديد من النواب في قدرتها وخطتها.
كما تساءل بعضهم “لماذا أنت هنا إن” كان برنامجك جيدا، في إشارة إلى جلسات المساءلة الحكومية، بينما سأل آخر “هل نمتنع عن غسل وجهنا بالماء الدافئ في الشتاء؟”.
إلا أنها في كل مرة كانت تجيب وتتصدى مؤكدة بقاءها.
ويبدو أن تراس “نفدت بريشها” في أول جلسة استجواب نيابية، منذ أن ألغى وزير المالية الجديد جيريمي هانت حزمة تخفيضات ضريبية كانت حكومتها أعلنت عنها الشهر الماضي.
يشار إلى أن حزمة التخفيضات الضريبية غير الممولة التي أعلن عنها في 23 سبتمبر/ أيلول كانت أثارت اضطرابات في الأسواق المالية، وأدت إلى تراجع سعر صرف الجنيه الإسترليني، كما زادت تكلفة الاقتراض الحكومي في المملكة المتحدة، ما دفع بنك إنجلترا للتدخل لمنع وصول الأزمة إلى الاقتصاد الكلي وتعريض معاشات التقاعد للخطر.
أزمة جديدة
كما استقالت وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، من حكومة ليز تراس، وفق ما نقلت وسائل الإعلام البريطانية، الأربعاء، في ذروة أزمة ثقة تعانيها رئيسة الوزراء.
وقالت برافرمان، في رسالة إلى رئيسة الوزراء ليز تراس نُشرت على تويتر: “بعثت رسالة رسمية من بريدي الإلكتروني الشخصي وهذا يمثل مخالفة فنية للقواعد، لقد ارتكبت خطأ وأتحمل المسؤولية وأستقيل”
وأضافت أن لديها “مخاوف جدية” إزاء التزام الحكومة باحترام الالتزامات التي تعهدت بها للناخبين في الانتخابات الأخيرة.